أكدت أوساط واسعة الاطلاع لصحيفة “الراي” الكويتية ان من غير الواقعية قراءة كلام رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق عن الأمل في انتخاب رئيس للجمهورية آخر هذه السنة، على انه في إطار تحوُّل في موقف الحريري من ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة والحاجة الى الوقت للحصول على الضمانات المطلوبة من الأخير لمرحلة العهد الجديد، مشيرة الى ان “المستقبل” متمسّك بمبادرته ترشيح زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية “وكلام الوزير المشنوق واضح في هذا السياق”، معتبرة ان رسْم أواخر 2016 موعداً لانفراج رئاسي في لبنان لا يعدو كونه محاولة لإشاعة مناخٍ من شأنه تعزيز “الصمود الداخلي” ريثما يكون انقشع غبار الصراع في المنطقة وحصلت تطورات تخدم الواقع اللبناني ايجاباً.
وما عزّز هذا الانطباع الكلام الواضح الذي أطلقه النائب سليمان فرنجية بعد زيارته الرئيس نبيه بري، مطلقاً مواقف بالغ الدلالات اكد فيها “ان مبادرة رئيس تيار المستقبل ما زالت قائمة، وكل ما يحكى عن انسحابي عار من الصحة وليس موجوداً او مطروحاً”، موضحاً “ان الحريري لا يغيّر رأيه قبل الجلوس مع مَن تفاهم معهم”، مشدداً على “ان لا أحد يمون عليّ من حلفائي بالانسحاب الا الاجماع الوطني الكامل، واي مناورة لا تمون علينا، لم أبلغ اي مسؤولين دوليين نيتي بالانسحاب”. واعلن “ان حلفائي لن يطلبوا مني الانسحاب، لا الرئيس بري ولا (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله ولا الرئيس السوري بشار الأسد، وسأبقى في المعركة حتى آخر لحظة ما دام هناك مَن يؤيّدني”، لافتاً الى “اننا في استراتيجية واحدة مع الرئيس بري ولدينا رؤية واحدة، ونحن نتفق معه 100 في المئة”.
ورأت دوائر سياسية عبر “الراي” ان كلام فرنجيّة من عين التينة تحديداً له مغازٍ عدة، ولا سيما بعد ما واكب الوصول الى “تفاهم نفطي” بين رئيس البرلمان والعماد عون من مناخٍ عوني عن اتفاق كامل مع الأول، بما أوحى أن إزالة المعوقات من امام ملف النفط والغاز جاء في سياق تفاهم رئاسي على حساب زعيم “المردة” الذي لطالما أطلق رئيس البرلمان إشارات الدعم له رئاسياً.