كتبت ميسم رزق في صححيفة “الأخبار”:
لم تساعد كل الأخبار الواردة عن نيّة المملكة العربية السعودية مساعدة شركة “سعودي أوجيه” المملوكة من الرئيس سعد الحريري، على الحدّ من التحركات التي يقوم بها عمال الشركة مطالبين بالحصول على مستحقاتهم المجمدة منذ أشهر. وباتت أخبار الشركة تحتل “مانشيتات” الإعلام السعودي بصورة دائمة. أما على صفحات مواقع التواصل، فتزداد الحملات يوماً بعد يوم منذ تفاقم الإضطرابات نتيجة قيام مئات العمال بتكسير المكاتب الإدارية في موقع مشروع “إسكان الحرس الوطني”، واللجوء إلى الشارع لاسترجاع حقوقهم.
ولا تزال الشركة بين فكّي خطر الإفلاس والقرار السعودي المجمّد لإنقاذها، فلا يكاد يمر يوم واحد على الشركة إلا وتزداد الضغوط عليها. ليس أولها تدخل حكومات أجنبية لحل مشاكل رواتب مواطنيها العاملين في “سعودي أوجيه”، ولن يكون آخرها مطالبة عمال مغاربة منذ حوالي أسبوع من ملكهم محمد السادس التدخل من أجل إنقاذهم وأسرهم من التشرد الذي يتهددهم، بعد امتناع الشركة عن منحهم أجورهم.
أمس خرجت الصرخة على لسان مواطنين سعوديين، بعدما أطلقوا حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تستهدف الشركة والمملكة معاً. تحت هاشتاغ #سعودي_أوجيه_بدون_رواتب، ندّد مستخدمون لـ”تويتر” و”فايسبوك” بالأزمة التي يُعانيها عمال الشركة، متسائلين عن “دور الجهات الرقابية، ووزارة العمل والنزاهة في التعاطي مع مثل هذه الأزمات”. لم يكُن الهجوم هذه المرة مركزاً على الرئيس الحريري الذي نشر ناشطون على مواقع التواصل صوره، مطالبين “بالبحث عن حلّ وصرف رواتب العمال من المليارات المكدسة داخل الحسابات الخاصة في البنوك”، وإنما كان للمملكة نصيب من هذا الهجوم، إذ رأى هؤلاء أن “الرياض لم تتدخل لإنقاذ الشركة وغيرها من الشركات (تحديداً شركة بن لادن)، وما يترتب عن غياب الممكلة من احتمال انهيار سوق العمل وفوضى العمالة، وانفجار بعض القضايا التي تحرج الدولة السعودية”. وقد عمد بعض الموظفين إلى تصوير فيديوهات طالبوا فيها بتسديد المستحقات المجمدة منذ 7 أشهر، وعلق عليها بالقول “يا مسلمين نبغى رواتبنا”! وقد اشتعلت الصفحات الخاصة بمتابعة أخبار شركتي “سعودي أوجيه” و”بن لادن”، بعد نشر عدد من الصور التي نقلت “إقدام عدد من عمال شركة بن لادن على حرق مجمعات سكنية وباصات تابعة للشركة في مدينة مكة المكرمة”. وصور أخرى تظهر الفرق الأمنية في جدّة أول من أمس وهي تحاول “فض تجمع مئات العاملين بشركة “سعودي أوجيه” إعتراضاً منهم على تأخر رواتبهم ومستحقاتهم المالية لمدة تجاوزت الـ7 أشهر”، وبحسب الخبر المذكور فقد “تسبّب العاملون في تعطيل الحركة المرورية في شمال جدة وأغلقوا محطة وقود”.