أكد مستشار الشؤون الخارجية في حملة هيلاري كلينتون الرئاسية جيريمي باش في مقابلة حصرية مع صحيفة «التلغراف» البريطانية، أن مراجعة شاملة للسياسة الأميركية في سوريا ستكون على رأس أولويات كلينتون الخارجية في حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة. وشدد باش على أن كلينتون ستحرص على تسمية الأشياء بأسمائها وستعيد تعريف نظام بشار الأسد بوضوح على أنه نظام مجرم سفاح، وأوضح أنها مع مواصلتها الحرب على «داعش« والإرهابيين، فإن كلينتون ستسعى الى إخراج الأسد من السلطة.
أجرت مراسلة «التلغراف» في فيلادلفيا روث شيرلوك على هامش مؤتمر الحزب الديموقراطي، مقابلة مع باش (44 عاماً) الذي شغل قبل انضمامه الى فريق كلينتون الاستشاري منصب رئيس الموظفين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بين عامي 2011 و2013 ووكالة الاستخبارات المركزية (سي اي آي) بين عامي 2009 و2011. وأكد باش أن «هيلاري كلينتون ستأمر بمراجعة كاملة لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا، وستكون المهمة الرئيسية الأولى في عهدها التأكيد على الطبيعة القاتلة لنظام الأسد». وأضاف «بالطبع ستصعد كلينتون الحرب ضد تنظيم «داعش«، ولكنها في الوقت عينه ستعمل على إخراج بشار الأسد من الحكم».
وتابع باش «أن إدارة كلينتون لن تتردد في أن توضح للعالم بأسره ما هو نظام الأسد. إنه نظام سفاح منتهك لحقوق الإنسان ومنتهك للقانون الدولي، استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، قتل مئات الآلاف من الناس بما في ذلك عشرات الآلاف من الأطفال«.
وشدد باش على أن «كلينتون ستضع على رأس أجندتها الخارجية إزالة الضبابية عن الموقف الأميركي من الأزمة السورية واعطاءه الوضوح الأخلاقي اللازم»، لكنه لم يفصح عن التحركات الميدانية التي قد تقوم بها كلينتون في سوريا في حال وصولها الى البيت الأبيض وعلل السبب بالقول «لا يمكن أن أتحدث عن تفاصيل بهذه الدقة ونحن لا نزال في إطار الحملة الانتخابية الرئاسية«.
وأوضح مستشار كلينتون أن «السياسة الخارجية في عهدها ستكون أكثر تشدداً من سياسة الإدارة الحالية». ودعا الى استنتاج شكل هذه السياسة الخارجية من الفترة التي أمضتها كلينتون كوزيرة للخارجية، فهي شجعت على التدخل ضد معمر القذافي في ليبيا وبذلت قصارى جهدها لتسليح المعارضة السورية ضد الأسد. وتابع «انها تضع أهمية الدور القيادي للولايات المتحدة في العالم مبدأ أول في سياساتها. فهي تعتقد أن المشاكل في جميع أنحاء العالم يمكن بسهولة أن تُحل عندما تتدخل أميركا في كل هذه المشاكل والأزمات، وستحاول دائماً العمل مع الائتلافات والتحالفات والدول والقادة الذين هم على استعداد لمعالجة المشاكل بالطريقة نفسها التي نراها نحن مناسبة«.
وأكد جايمي روبن الديبلوماسي الديموقراطي السابق حليف كلينتون على كلام باش فهو قال لـ«التلغراف» في حوار آخر إن «كلينتون التي دعمت الغزو الأميركي للعراق في 2003 لن تشعر بأي قيود كالتي يشعر بها كوادر إدارة أوباما عندما يتعلق بالتدخلات العسكرية الأميركية في الخارج«.
وتبدو سياسة كلينتون المتشددة حيال دمشق واضحة من خلال ما يتضمنه الموقع الالكتروني الرسمي لحملتها، فهي ترى وجوب فرض مناطق آمنة داخل سوريا يحتمي داخلها المدنيون. وهذه المناطق تتطلب عملياً فرض حظر طيران فوقها وهو اقتراح لطالما رفضه نظام الأسد بشكل قاطع. وترى كلينتون في تطبيق هذا المقترح «إعطاء جرعة قوية وزخماً للحل السياسي الديبلوماسي الذي يخرج الأسد من الحكم ويوحد مكونات المجتمع السوري لمحاربة «داعش«».
وكان الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما تعرض لانتقادات لاذعة من داخل وخارج إدارته بسبب الغموض الذي يسود سياسته في سوريا وتركيزه فقط على محاربة «داعش«، أبرزها المذكرة التي وقعها أكثر من 50 ديبلوماسياً أميركياً وطالبوه فيها بوجوب استهداف قوات الأسد لإجباره على التفاوض بجدية مع المعارضة. ويحذر المنتقدون لأوباما من ارتفاع مشاعر النقمة ضد واشنطن لدى السوريين الذين ازداد عندهم الاقتناع بأن الولايات المتحدة تخلت عنهم.
وتوضح مصادر البيت الأبيض أن التقارب الحاصل بين واشنطن وموسكو في هذه الآونة لاستهداف جبهة النصرة يأتي في إطار الرد على استهداف الإرهابيين للولايات المتحدة وحلفائها في سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة، وهي في الوقت عينه محاولة من أوباما لإنهاء الأشهر الخمسة الأخيرة من ولايته بأقل خضات خارجية ممكنة ومن دون أي مخاطرة غير محسوبة.