اكد وزيرالشؤون الاجتماعية رشيد درباس لصحيفة ”المستقبل” “أنه لم تكن هناك نتائج في قمة نواكشوط، وإنما طروحات، وإصرار لبنان على المشاركة في أعمال هذا المؤتمر ممثلاً بشخص رئيس الحكومة تمام سلام، دليل على التصرف بإيجابية ودليل أن لبنان لا يترك فرصة متاحة إلا للتعبير عن رأيه في مسألتين أساسيتين:
أولاً: ليعبّر عن تضامنه مع أشقائه العرب.
ثانياً: لشرح مشكلة لبنان الذي يتلقى سيلاً من المهاجرين والنازحين السوريين والذي يستمر منذ اندلاع النزاع الداخلي في سوريا بوتيرة وصلت إلى 1,300,000 نازح ما عدا الذين لجأوا إليه على نفقتهم أو الذين يقيمون فيه قبل الأحداث.
وعلى نحو يشكل عبئاً كبيراً اقتصادياً واجتماعياً وسكانياً وديموغرافياً بحدود لبنان ومساحته الضيقة وعدد سكانه الذي لا يتعدى 4 ملايين لبناني، أي أن لبنان يستقبل ما يوازي نصف شعبه من النازحين السوريين وإذا ما أضيفت إلى هذه الأعداد أعداد النازحين الاخوة العراقيين والفلسطينيين الموجودين في المخيمات الفلسطينية والعمالة الخارجية، تكاد الصورة تعبّر عن نفسها في لبنان وهي صورة معقدة جداً في ظل أوضاع غير مستقرة في المنطقة”.
ويضيف درباس: “الحكومة اللبنانية لا تترك مثل هذه الفرصة من انعقاد القمة العربية لكي تطرح أفكارها ورئيس الحكومة تمام سلام ألقى خطاباً إيجابياً في نواكشوط واقترح حلولاً إيجابية. الرئيس سلام شرح وضع اللجوء واقترح مبادرة جديدة، موضع ابتكار لأنه لا نستطيع البقاء أكثر في “قاع الاستنقاع” ونشكو أمرنا وننتظر الكارثة ولا نستطيع أن نتكيّف أكثر مع هذه الأزمة، بدل أن نحاول تحويلها إلى فرصة ونقدم الأفكار العملية والمقترحات لما نظنه حلولاً إيجابية للأزمة، ومؤتمر القمة كان لطرح الأفكار وليس لأخذ قرارات، وطرح المبادرات يسوغ للبنان أن يطلب من الاخوة العرب المساعدة، والرئيس تمام سلام طور فكرة الصندوق العربي وطرحه على مستوى القمة ليكون حقيقة مجدية”.
ليست مسألة النزوح السوري في لبنان مسألة سورية لبنانية فقط، وليست مسألة لبنانية مستقلة، ولا مسألة سورية مستقلة وليست مسألة أردنية مستقلة أو مسألة عراقية مستقلة، إنها مسؤولية قومية عربية تخص أهالي نواكشوط كما تهم أهالي دمشق وبيروت وعمان وبغداد.. كلنا نعاني من الداء نفسه، وإذا استطالت الأزمات واستشرت كلما تفاقمت الأمراض في جسدنا وقد يصيب ذلك أبعد منطقة في الأمة.
واعتبر ان موضوع التوطين غير وارد على الإطلاق، والرئيس سلام كان واضحاً جداً وصارماً أن لبنان لن يكون بلداً للتوطين، وهو يتكلم باسم الحكومة اللبنانية وباسم الشعب اللبناني، لبنان لن يكون وطناً بديلاً، ولبنان وطن نهائي لجميع بنيه اللبنانيين، وذلك يعكس حرصنا وتمسكنا بهوية الشعب السوري وحقه بالعودة إلى سوريا.
ورأى ان الحوار يمتص الجفاء وإن لم يثمر نتائج سريعة، ولكن لا أظن أن هناك انفراجاً على صعيد رئاسة الجمهورية”.
واوضح درباس ان الوضع الأمني تحت السيطرة، والشكر للجيش الوطني وقوى الأمن ولوزيري الدفاع والداخلية”.