منذ أكثر من 10 أيام لا يزال مقر أمني وسط العاصمة الأرمنية يريفان محتلا من قبل أنصار جرير سيفيليان، المواطن اللبناني الذي يترأس أحد تيارات المعارضة الأكثر تشددا في أرمينيا.
منذ استيلائهم على فوج للشرطة في يريفان، في 17 من هذا الشهر، والذي قتل خلاله أحد عناصر الأمن ووجد عدد من الأشخاص أنفسهم محتجزين لدى المسلحين كرهائن، مرت الأزمة بمراحل درامية عدة. وإذا كان أفراد المجموعة قد أفرجوا عن جميع رهائنهم بعد مفاوضات مع السلطات الأرمينية، إلا أن المبنى نفسه والمنطقة المحيطة به لا يزالان تحت سيطرة أنصار سيفيليان المدججين بالسلاح، الذين يطالبون بالإفراج عنه ورحيل الرئيس الأرميني الحالي سيرج سركيسيان.
من هو جرير سيفيليان، هذا الأرمني اللبناني الذي أصبح رمزا للمعارضة الراديكالية في وطن أجداده؟ التفاصيل لدى شقيقه طوروس سيفيليان الذي يعيش في بيروت والذي حاورته صحيفة L’Orient le Jour.
أوضح طوروس سيفيليان أن شقيقه ولد في بيروت في العام 1967 ولا يزال يحمل الجنسية اللبنانية وحدها، لأن السلطات رفضت طلباته المتكررة للحصول على جواز سفر أرميني، دون كشف أسباب الرفض. وبعد وفاة والده، اضطر لوقف دراسته وبدأ يعمل كميكانيكي أولا ثم عاملا في معمل نسيج.
وفي أواسط العام 1990، غادر جرير سيفيليان لبنان ووصل إلى أرمينيا للمشاركة في حرب قره باغ. وقبيل مغادرته إلى أرمينيا، شارك في الدوريات التي كانت تحمي الأحياء الأرمنية في بيروت وبرج حمود، لكنه لم يشارك في اشتباكات، امتثالا لإرادة حزب الطاشناق (“الاتحاد الثوري الأرمني”) التاريخي الذي كان عضوا فيه، بحسب طوروس.
حتى العام 1999، كان جرير سيفيليان أحد الضباط الأمراء وقائدا للواء السادس في “جيش قره باغ”. ويروي طوروس سيفيليان أن شقيقه شارك في الحرب كمتطوع أولا، ثم عين قائدا للواء مكون من متطوعين أرسلهم حزب الطاشناق إلى الجبهة، وشارك في جميع العمليات الهامة تقريبا، بما فيها “تحرير” مدينة شوشي، وقلد لخدمته العسكرية ميداليات كثيرة.
ويتابع طوروس سيفيليان: “في العام 1999، غادر شقيقي الجيش وأنشأ بعد بضع سنوات لجنة للدفاع عن المناطق المحررة من محاولات إعادتها إلى أذربيجان تماشيا مع الخطط الدولية،ثم أنشأ جبهة شعبية لمقاومة السياسيات الاقتصادية والاجتماعية في ظل ولايتي الرئيسين روبرت كوتشاريان وسيرج سركيسيان”.
وفي العام 2006، في فترة رئاسة روبرت كوتشاريان، اعتقل جرير سيفيليان لمدة 18 شهرا، لدعواته إلى “الإطاحة بالحكومة بالقوة”، وذلك بعد أن قال، في مؤتمر صحافي إنه “سيكسر رؤوس من سيحاول إعادة الأراضي المحررة إلى أذربيجان”.
ثم، في نيسان 2015، دخل جرير سيفيليان السجن مرة ثانية بتهمة التخطط لـ”أعمال شغب بمناسبة مراسم الذكرى المئوية لمجزرة الأرمن الجماعية، لكن طوروس يشير إلى أن السلطات اضطرت للإفراج عنه بعد شهرين بسبب “عدم وجود أدلة ضده”.
أما الاعتقال الأخير فجاء في حزيران الماضي، لحيازته أسلحة بطريقة غير شرعية، إضافة إلى اتهامه بالسعي إلى احتلال مبان حكومية ومراكز إذاعية في العاصمة يريفان.
جرير سيفيليان، متزوج من نانور بارسيغيان، وهي موظفة في السفارة اللبنانية لدى أرمينيا، ولها منه ولدان (10 و22 عاما).