تقرير IMLebanon: بين الابتكار والوقوع في “مطحنة” مواقع التواصل الاجتماعي خيط رفيع فكل مناسبة تتحول منصة لاطلاق المعايدات من قبل مختلف الشركات والمؤسسات والمطاعم وغيرها الكثير… وفي عيد الجيش اللبناني الذي يحل كل من اول آب، لم يمر سيل المعايدات مرور الكرام حيث ضجّت مواقع التواصل في اليومين الاخيرين بعدد من الاعلانات التي إما انتقدت بشدة وتعرضت لإطلاق النار عبر الفضاء الالكتروني إما وقعت في فخ الـsearch عبر محركات البحث من دون ادنى تدقيق فكانت النتيجة كارثية!
“اعلان كبابجي انشوى”
مطعم “كبابجي” المتخصص بـ”المشاوي” اراد الابتكار فوقع تحت مقصلة مواقع التواصل، فبعد انتشار صورة “يا شاوي اعداءنا” (التي تتضمن خطأ لغوياً بالمناسبة حيث كتبوا “يا شاوي اعدائنا” فيما الصحيح لغويا “يا شاوي أعداءنا”) في اشارة الى ان الجيش اللبناني بقوته وقدرته “يشوي الاعداء”، حتى اندلعت حملة قوية من الانتقادات. فالمطعم اراد التسويق لمنتجاته عبر دمجها مع دور الجيش وهنا الخطأ الجسيم! فلا يمكن لجيش نظامي مدرب على الحفاظ على حقوق الانسان الاساسية ان يتفاخر حتى تجاه الاعداء “بالشوي”! فنحن نتحدث عن جيش وليس ميليشيا او عصابة قتل!
اعلاميون ينتقدون والجيش يوضح
وبعد استفحال الوضع انتقاداً، استدركت قيادة الجيش الامر لتعلن في بيان ألا علاقة لها باللافتات واللوحات الاعلانية المرفوعة لمناسبة عيد الجيش غير الصادرة عن مديرية التوجيه والتي تعبر عن رأي اصحابها.
المطعم وبعد الانتقادات الكثيرة سحب الاعلان الكترونياً، خصوصا وان تلك الانتقادات جاءت من قبل اعلاميين وناشطين، فمذيعة الـLBCI ديما صادق سألت: “كيف مر هذا الاعلان؟ كيف؟ على كبابجي الاعتذار عنه وسحبه فورا. نحن نفتخر ببسالة ومناقبية جيشنا، لا بالبربرية”. أما الصحافي جان فغالي فعلق على الاعلان قائلاً: “برسم قيادة الجيش، معقول هذا الاعلان؟ اذا “شاورمنجي” بدو يعمل إعلان بنفس الروحية شو بيكتب؟”.
“اسرائيلي؟!”
وكأن ما نشره “كبابجي” لا يكفي، الى ان أتت مؤسسة “فيرجين” virgin العملاقة لتعايد الجيش عبر صورة لجندي يستخدم المنظار في منطقة حدودية مع جملة “خلي عينك علينا يا بطل”. كل شيء كان طبيعياٍ الى ان اكتشف اللبنانيون بنظرة بسيطة للاعلان ان الجندي المستخدمة صورته هو عنصر اسرائيلي وليس جنديا لبنانيا! طبعاً الخطأ غير مقصود لكنه انتشر كسرعة النار في الهشيم بين مستخدمي مواقع التواصل الذين اكتشفوا بسرعة ان الصورة خاطئة بشكل فادح… وبعد سلسلة طويلة من الانتقادات والهجوم العنيف على “فيرجن” قام الاخير بسحب الصورة واستبدالها بأخرى تعايد الجيش ايضاً. ديما صادق كانت ايضا بالمرصاد لتكتب” :”لا حول ولا قوة الا بالله… هاي صورة لجندي إسرائيلي مش لبناني…”.
في المقابل ، ابتكرت صفحة “Pro Fitness” المخصصة للرياضيين ومحبي رفع الاثقال وكمال الاجسام، اعلانا لاقى الاستحسان حيث نشرت صورة ليدين ترفعان وزنا ثقيلا مع جملة “قوي مهما كان الحمل ثقيل”.
وبرز ايضا اعلان احدى غاليريهات المفروشات حيث انقسم المتابعين بين معجب بفكرة الاعلان ومنتقد له. ويظهر الاعلان كرسيا بالوان الجيش اللبناني مع عبارة “تنضل مرتاحين”.
مقصلة مواقع التواصل لا ترحم فكل “معايدة” تحتاج لمراجعة دقيقة حتى لا تسقط في المحظور فكيف ان كانت مخصصة لحامي بلدنا وحدودنا واستقلالنا؟