Site icon IMLebanon

رئيس بالقوة (بقلم بسّام أبو زيد)

 

 

كتب بسّام أبو زيد:

يصر العماد ميشال عون أمام زواره أنه سيكون للبنان رئيس للجمهورية في شهر آب الجاري، وعندما يسألونه من هو الرئيس العتيد يرد قائلا اسألوا السيد حسن نصرالله، في إشارة منه إلى أن السيد نصرالله يتبنى ترشيحه وسيفرضه رئيسا على الجمهورية والجمهور اللبناني.

ووسط هذا التبني ومحاولة الفرض، تجزم كل الأطراف اللبنانية أن مسألة الاستحقاق الرئاسي تحتاج إلى توافق إيراني- سعودي كي تصل إلى خواتيمها السعيدة بانتخاب رئيس للجمهورية، أو بالأحرى انتخاب العماد عون كما يعلن “حزب الله”.

إن التوصل إلى هذا التوافق يحتاج إلى جهود جبّارة غير متاحة حتى الآن، كما أنه لن يقتصر التوافق على لبنان فقط، وهو الأقل أهمية في التطورات الإقليمية بالمقارنة مع الحرب في سوريا واليمن والتطورات العراقية والبحرينية وغيرها من المشاكل المتداخلة بين البلدين.

وفي هذا الإطار يصعّد “حزب الله” وبعض المتحالفين معه لبنانيا هجومهم على المملكة العربية السعودية، وتتزامن هذه الهجمات في كل مرة مع بدء الكلام عن حلحلة مرتقبة في الاستحقاق الرئاسي، وإمكان البحث السعودي في تأييد العماد عون المتحالف مع “حزب الله” لرئاسة الجمهورية، لتشكل في هذا التوقيت ضربة للإيجابية السعودية المرتقبة، وضربة جديدة لحظوظ العماد عون في الوصول إلى سدة الرئاسة. إذ كيف يمكن للمملكة وحلفائها في لبنان أن يقبلوا برئيس متحالف مع “حزب الله” الذي يشن وبالتنسيق مع القيادة الإيرانية حرباً شعواء ضد السعوديين؟

لا بد وأن العماد عون يدرك هذا الواقع ولكنه لا يحرك ساكنا لتداركه، ربما لعجزه عن التأثير في قرارات وسياسات “حزب الله”، وربما لأنه مدرك ان حظوظه في الرئاسة أصبحت معدومة، فلا يوجه رسائل إيجابية للمملكة ولا يكف وزراء ونواب وقيادات تتبع له عن مهاجمتها، ويطالبونها في الوقت عينه بالضغط على حلفائها لتأييد انتخاب من يقف في صف أعدائها.

إن هذا المنطق ربما هو ناجم عن سياسة فائض القوة التي تعتقد أن كل الأمور قابلة للفرض من خلال البندقية والعبوة والصاروخ والتهديد والوعيد، وكأن ليس في البلد والمنطقة رأي آخر وجماعات أخرى وهي موجودة بالفعل، وقد أدت سياسات قمعها إلى اندلاع الحروب التي لا أحد يعلم متى تنتهي. فهل ثمة من يريد إلحاق لبنان بركب هذه البلدان والحروب؟