Site icon IMLebanon

تعاون الجيش مع الجيوش “محصور بالتسليح والتدريب”

 

 

 

 

كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:

مرّ الاول من آب، عيد الجيش اللبناني، ولبنان في خضم أزمة سياسية مستمرة منذ 25 أيار 2014 رأس هرمها شغور موقع رئيس الجمهورية الذي هو القائد الاعلى للقوات المسلحة، فيما التحديات الناتجة عن النار المستعرة في سوريا تزداد، ولاسيما منها النزوح المليوني وتسرب الارهابيين، ناهيك عن تحدي مواجهة العدوانية الاسرائيلية، وكل ذلك في صلب مهام الجيش اللبناني وفي صلب عقيدته الوطنية.

وبرغم التحديات اليومية الضاغطة، تسعى مؤسسة الجيش الى تنمية خبرات العسكريين وقدراتهم البشرية والتسليحية من ضمن الامكانات المتوافرة، مستفيدة، الى الحد الاقصى، من مساعدات دول شقيقة وصديقة، لا سيما برامج المساعدات السنوية وفي مقدمها برنامج المساعدات العسكرية الأميركية، وهو في كل ذلك «يقدم السيادة الوطنية على كل ما عداها من اعتبارات اخرى حتى لو كان نتيجة هذا التمسك خسارة مساعدات هو بأمسّ الحاجة اليها في حربه المفتوحة على الارهاب» على حد تعبير أحد المعنيين.

في هذا الاطار، يؤكد مرجع عسكري ان كل المساعدات العسكرية التي تصل الى الجيش من دول شقيقة او صديقة غير مشروطة على الاطلاق، لا لجهة الحصول عليها او لجهة وجهة استخدامها، ويتركز استخدامها حاليا في مواجهة الارهاب، لان كل ارهابي هو هدف دائم للجيش حتى القضاء عليه وانهاء خطره، وسلاح الجيش الجوي والمدفعي يرمي على كل هدف للارهابيين يتحرك في نطاق عملياته، بدليل انه تم سابقا استهداف موكب لقائد «جبهة النصرة» في القلمون ابو مالك التلي ونجا بأعجوبة، فهناك شهداء للجيش.. ودمهم لن يذهب سدى».

ويوضح المرجع «ان كل المدافع التي حصل عليها الجيش من الجانب الاميركي او من الاردن الشقيق منشورة على طول الجبهة مع الارهاب وتستخدم في عملية استهداف معاقل وتحركات المجموعات الارهابية، كما يتم تزويده تباعا بالذخائر لاسيما القذائف للمدافع كلما حصل نقص في مخزون الجيش منها، والاهم ان لا وصاية على قرار الجيش او رقابة وهو سيد نفسه في تنفيذ الاجراءات التي تحمي امن لبنان واستقراره»، ونفى المرجع وجود اي مكتب ارتباط او غيره لاي دولة شقيقة او صديقة في اي مقر او مركز عسكري، «وما كان قائما في زمن الحرب الاهلية لم يعد قائما منذ بدء مرحلة السلم الاهلي التي كانت نتاج اتفاق الطائف».

ويشير المرجع الى ان التعاون قائم مع كل الدول التي تقدم المساعدات للجيش اللبناني لا سيما مع الولايات المتحدة الاميركية وفق برنامج سنوي، وهذا التعاون قائم في مجال التدريب والتسليح، وليس هناك أي تعاون في مجال العمليات العسكرية، وكل شيء مكشوف ومعلن، وكل الزيارات التي يقوم بها قياديون عسكريون من دول صديقة وشقيقة تأتي في اطار التعاون لتعزيز قدرات الجيش البشرية والتسليحية، مع الاشارة الى ان لبنان شريك في الجهد الدولي لمحاربة الارهاب، ويشارك في الاجتماعات الاقليمية والدولية التي تعقد في هذا الخصوص».

ويلفت المرجع الى ان «المؤسسة العسكرية مصممة على تحمل مسؤولياتها المتصلة بحماية امن لبنان واستقراره ولا سيما على طول حدوده الشمالية والشرقية والجنوبية من الارهابين الاسرائيلي والتكفيري، وستبقى تعمل بكل قدراتها لكي تكون على الدوام في مستوى امال وتطلعات ورهان اللبنانيين عليها، وتستلهم من الاجماع الوطني والاحاطة الشعبية حولها التوجهات التي تنبع من روح الوحدة الوطنية وصيانة فرادة لبنان كنموذج للعيش الواحد».

الجيش يوضح

جاءنا من مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني التوضيح الآتي:

«نشرت صحيفتكم في افتتاحية عددها، أمس، مقالاً للصحافي محمد بلوط بعنوان: «واشنطن تمنع لبنان من اصطياد أبو مالك التلي» مفاده وضع السلطات الأميركية قيوداً على استخدام الأسلحة الأميركية المسلمة للجيش اللبناني وخصوصاً الطائرات في ما يتعلق باستهداف تنظيم جبهة «النصرة» الإرهابي ومسؤوليه على الحدود الشرقية.

يهمّ قيادة الجيش أن تنفي نفياً قاطعاً المعلومات المذكورة، وتؤكد أن الجيش لا يتسلّم أي سلاح أو عتاد من الدول الصديقة بشروط مسبقة أو لاحقة، وتشير إلى أن الجيش قد استهدف مراراً وتكراراً مراكز التنظيم المذكور وغيره من التنظيمات الإرهابية الموجودة على الحدود الشرقية، بكافة الأسلحة المتوافرة لديه ومن بينها الطائرات».