Site icon IMLebanon

“ابن المير مير”.. مع قسَم

majid talal erslan

 

 

كتبت لينا فخر الدين في صحيفة “السفير”:

لم يكن مجيد أرسلان قد أنهى عامه الـ15، حينما شارك في الانتخابات النيابيّة في العام 2009. هو لم يضع ورقة في الصّندوق، وإنّما رافق والده في جولاته الانتخابيّة، ثمّ حطّ معه في أحد البيوت المحسوبة عليه في الشويفات. كرسيّان كبيران من «الستيل» وضعتا للرجل ونجله. التبريكات والمصافحات والقبل «تشتّي» على إرسلان ونجله.

المشهد طبيعيّ في لبنان، ولو كان «المقبِّل» يكبر نجل الزعيم بعشرات السنين. يجلس إلى جانبه يستمع إلى مشورته، فمقولة «أكبر منك بيوم..». لا وجود لها في حاضرة وريث البيت السياسيّ.

ولذلك، أصرّ «المير» خلال السنوات الأخيرة أن يجلس «المير جونيور» إلى يمينه دائماً. أن يغيب لبعض الوقت ليتعرّف مجيد على الزائرين ويتمرّس على لعبة «الآذان الصاغية». كما وقف ابن الـ19 عاماً على المنبر يلقي كلمةً بالعشائر، بعدما ارتأى والده أن يدخل «زعامة خلدة» من بابها العريض.

في لبنان، «ابن المير مير» و«ابن البيك بيك»، واللقب يتوارث، وحتّى إن لم يبلغ الوريث السنّ القانونيّة. ما ينطبق على ابن «المير» و«البيك» ينطبق أيضاً على ابن «الستّ» وابن «الشيخ» وابن «دولتو» و«فخامتو».. القاعدة الواحدة معمّمة، تختلف فيها الأسماء والصّور والعائلات فقط.

بالأمس، عقد «الحزب الديموقراطي اللبناني» مؤتمره العام الرابع، بعنوان «الشباب مستقبل لبنان الواعد»، في أحد مجمعات عاليه السياحية. الخبر الموزّع لا ينتهي هنا، وإنّما يقول إنّ أرسلان نادى نجله خصيصاً واصطفاه لأداء قسم اليمين الحزبي. «هذا المشهد لا يستفزنا بل يبرز صورة إيجابيّة لـ «الحزب الديمقراطي اللبناني»، وفق ما يقول أحد القياديين.

وإذا كان رمي العباءة «على الطريقة الحديثة – الديمقراطيّة» أمرا إيجابيّا، فإن انتخاب رئيس الحزب بالتزكية والأعضاء المرشحين للمجلس السياسي بالتزكية أيضاً، هو أمرٌ يدلّ على «أننا كحزب بقلة أعداد المنتمين له ملتفون حول رئيسنا وليس لدينا أجنحة» يقول القيادي نفسه.

في الخلاصة، لا إحراج عند الأحزاب اللبنانيّة لا بتكريس الوراثة ولا ثقافة التزكيّة. ربّما يكون «الديمقراطي» بالمقارنة مع «زملائه» أفضل من غيره. مجيد يصعد «سلّم الزعامة» درجة درجة ومع قسمٍ أيضاً من دون أن يتبوأ «العرش» مباشرةً. وارسلان يصرّ على انتخابات، ولو كانت صوريّة، فيما تلجأ أحزاب أخرى لإرجاء انتخاباتها القيادية مرة تلو الأخرى وتعدل نظامها مرة تلو الأخرى من أجل «تأبيد» الرئيس أو الأمين العام.