كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
طرح غياب وفد القوى الإسلامية الفلسطينية عن عداد الوفد القيادي الفلسطيني الذي زار مكتب «حزب الله» في صيدا، أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أنّ هذه القوى شاركت في مختلف الزيارات إلى الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري و»الجماعة الاسلامية» وغيرهم، بهدف إبلاغ القيادات اللبنانية أنّ مخيم عين الحلوة جزء من جواره اللبناني.أوضحَت مصادر متابعة للزيارة لـ«الجمهورية»، أنّ «العلاقة متوترة بين القوى الإسلامية و»حزب الله» على خلفية قتاله في سوريا مع النظام السوري بينما تلك القوى تؤيّد المعارضة السورية وتعادي النظام، وهو ما يظهر من خلال الخطاب الذي تنتهجه بين جماهيرها ومؤيّديها في المخيم خصوصاً رئيس «الحركة الاسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب والناطق باسم «عصبة الانصار الاسلامية» الشيخ ابو شريف عقل.
علماً أنّ الأوساط الجنوبية كانت قد فوجئت بالكلام الاخير للشيخ عقل الذي يُعتبر أنه حماية للمنظمات والمتشددين الأصوليين في المخيم من أمثال عماد ياسين وهيثم الشعبي وهلال هلال وغيرهم ممّن انضَووا في اطار «الشباب المسلم».
فقد كشف عقل أنّ ياسين أبلغ أحد قادة «العصبة» أنه لا يملك أيّ مشروع لعمل أمني داخل مخيم عين الحلوة أو خارجه، وهو الموقف الرابع في غضون أيام يصدر عن «المجموعات الإسلامية المتشددة» بعد هلال والشعبي وتجمع «الشباب المسلم»، الذين أكدوا حرصهم على أمن واستقرار عين الحلوة والجوار اللبناني بعد المخاوف اللبنانية من تنفيذ عمل أمني.
من جهته، استغرب إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني غياب القوى الاسلامية الفلسطينية عن الوفد الذي زار «حزب الله»، سائلاً في اتصال مع «الجمهورية»: «هل هو خضوع للتهويل الذي يمارسه بعض الجماعات الاسلامية المتشددة على كل من يلتقي «حزب الله»؟ وأين مصلحة المخيم ومصلحة الاسلام والفلسطينيين في هذا الغياب؟».
وقال: «كنّا نتمنى أن تتواصل القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة مع كل القوى والاحزاب في صيدا بدلاً من هذا الغياب غير المبرّر والمستغرب، والذي طرح اكثر من علامة استفهام».
جولة
وأمس استكمل وفد اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات برئاسة اللواء صبحي ابو عرب جولته على فاعليات صيدا لطمأنتها الى حقيقة الوضع في مخيم عين الحلوة، فزار مقر منسقية تيار «المستقبل» في صيدا والجنوب، حيث استقبله المنسق العام للتيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود واعضاء المنسقية.
وأكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الله الدنان، باسم الوفد، أنّ «العلاقة مع الشعب اللبناني وكلّ مؤسسات الدولة خصوصاً الجيش اللبناني متينة وليس هناك اي نوايا من المخيمات للإساءة لاستقرار الجوار اللبناني بل هناك حرص فلسطيني على الجوار اللبناني كما الحرص على المخيم».
ولفت إلى انّ «العديد من الخطوات بدأت على الارض، واكبر دليل اعلان هلال هلال أنه ليس مع «داعش»، مسجّلاً «الرسائل الايجابية التي وصلتنا من مؤسسة الجيش اللبناني التي نحترمها لجهة عدم وجود استهداف للمخيمات، وهو ما سبق ونقلته لنا النائب بهية الحريري التي أكدت حرصها وحرص الجيش الشديد على امن المخيم كما امن الجوار».
بدوره، نقل حمود عن الوفد أنّ «الوضع الأمني مستتب في عين الحلوة وما يشاع ويذاع ويقرأ عن الوضع في المخيم غير صحيح»، وقال: «نحن كما الأخوة الفلسطينيون واعون لدقة المرحلة، واعتقد أنّ وجود تطمينات فلسطينية امر يريح الوضع، لأنّ أيّ اشتباك وأيّ خضة امنية في المخيم لا احد يعرف متى وكيف تنتهي، لذلك هم حريصون على امنهم في الداخل وعلى أمن الجوار».
كما زار الوفد مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان حيث أكد ابو عرب، أنّ «أمن مخيم عين الحلوة ممسوك خلافاً لما يحاول بعض الاعلام اشاعته من اجواء سلبية».
وقد انتقد سوسان «بعض الاصوات التي ربما افتَرَت على المخيم وألّفت سيناريوهات مختلفة حول مستقبل المخيم ودوره في هذه الفتن التي تحاك من هنا وهناك في ظل هذا الظلام العربي الذي يعيشه عالمنا من دون أفق».
وتأكيداً على النظرة الاخوية للجيش اللبناني وتكريساً لوحدة المصير، قامت ثلة من الشبيبة الفتحاوية بزيارة محبة لمواقع الجيش المحاذية لمخيم عين الحلوة حاملة العلمين اللبناني والفلسطيني حيث قدمت الورود الى ضباط الجيش وجنوده في عيده وسط هتافات تدعو الى مزيد من التعاون والتنسيق الذي يؤمن الاستقرار ويحمي المخيمات من اي استهداف يطاولها ويتهدّد وجودها.
واكد الوفد أنّ «هذه المبادرة هي نتيجة الإيمان العميق بضرورة الحفاظ على الجيش اللبناني لأنّه يشكل ضمانة للجميع وقوة داعمة في معركتنا مع العدو الصهيوني، حيث كان لهذا الجيش الوطني صولات وجولات مشرّفة مع الكيان الصهيوني، وستبقى معركة المالكية تحتلّ ذاكرتنا الوطنية وما قدمه الجيش من تضحيات».