Site icon IMLebanon

مفاجأة سارة في “ملف قانون الانتخاب”؟

 

 

أكدت مصادر معنية بالحوار والمشاورات السياسية الجارية في كواليسه لصحيفة “الراي” الكويتية أن المعطيات التي رافقتْ المتحاورين الى حين دخولهم الى اليوم الاول من الحوار، كانت تعكس مناخاتٍ شديدة التشاؤم في إمكان التوصل الى أيّ تَقارُب في مواقف القوى السياسية من شأنه إحداث اختراق في ملفيْن أساسييْن هما انتخابات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب.

ومع معرفة جميع الأفرقاء بإستحالة التوصل الى اختراق في الأزمة الرئاسية، تركّزت اللقاءات والمساعي التي سبقت انطلاقة الحوار في يومه الاول على البحث الجدي في إمكان إحداث مفاجأة سارة غير متوقعة في ملف قانون الانتخاب، أقلّه لجهة الخروج بنتيجة ايجابية على المستوى المبدئي تكفل استمرار الحوار اولاً ولا تُحدِث صدمة سياسية ونفسية محبِطة لدى الرأي العام الداخلي ثانياً.

وأضافت المصادر أن هذا الهدف على صعوبته بدا قابلاً للأخذ والرد. وعكست مروحة الاتصالات التي أجريت قبيل انعقاد الجولة الحوارية استشعاراً لدى القوى السياسية بخطورة الخروج من دون أي نتائج ايجابية ولو ان الأجواء الإعلامية والسياسية السائدة لا تترك مجالاً لتوقعات مضخّمة لدى احد.

وأشارت المصادر عينها الى أنه ينبغي ترقُّب اليومين الاولين من الحوار للحكم على فرصة إحداث خرق في ملف قانون الانتخاب الذي سيكون الأكثر إثارة للجدل وخصوصاً أن الجميع باتوا في أجواء معادلة تحتّم التصدي لهذا الاستحقاق قبل فوات الأوان. فإذا كانت معطيات ملف الفراغ الرئاسي وانتخاب الرئيس الجديد في معظمها خارجية، فلا شيء يحول دون التوصل الى تَوافُق على قانون الانتخاب وفق صيغة مختلطة بين النظامين الأكثري والنسبي بعدما توافر نوعٌ من التوافق العام على اعتماد هذه الصيغة التي تحظى باتفاق بين “المستقبل” و”القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.

وأكدت المصادر أن ما قد يدفع ايضاً في هذا الاتجاه أن التحركات والمواقف الأخيرة في الملف الرئاسي أعادت الأزمة برمّتها الى المربع الاول، ومهما كابر الفريق الذي لا يزال يصرّ على التبشير بقرب انتخاب زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فإن كل المعطيات الجدية تستبعد أي تحرك عملي في شأن الاستحقاق الرئاسي. ولذا سيكون على القوى السياسية أن تكشف أوراقها بالنسبة الى قانون الانتخاب في هذه الجولة الحوارية لأن الجميع يدركون أن العد العكسي للانتخابات النيابية سيبدأ في الأشهر القليلة المقبلة وشبح قانون الستين الساري المفعول راهناً يظلل هذا المناخ بما يفرض قطع الطريق عليه بالتوصل الى توافق على قانون جديد.