حمل 10 رياضيين من جنسيات مختلفة حقائبهم إلى ريو دي جانيرو في البرازيل للمشاركة في الألعاب الأولمبية، لكنهم حملوا أيضا هموم ملايين اللاجئين، الباحثين عن الأمن والاستقرار ولقمة العيش بعيدا عن بلادهم.
حصل اللاجئون العشرة على فرصة تاريخية للمشاركة في الأولمبياد التي تنطلق الجمعة وتستمر حتى يوم 21 من شهر آب الحالي، بعد أن تمت تصفيتهم من بين 43 لاجئا اختارتهم اللجنة الأولمبية الدولية.
ورغم تنوع جنسيات المشاركين، فهم سوريان و5 من جنوب السودان واثنان من جمهورية الكونغو الديمقراطية وواحد من إثيوبيا، فإن هذا الفريق سيشارك تحت العلم الأولمبي، ولن يمثل أي منهم بلده.
وتشير تلك المشاركة الرمزية لفريق اللاجئين، إلى اهتمام دولي واسع بأزمة تفاقمت خلال عام 2015، مع اشتداد حدة صراعات الشرق الأوسط ورغبة الملايين في الوصول إلى أراض أكثر اسقرارا، لبدء حياة جديدة كريمة تليق بإنسانيتهم.
ومن باب التضامن مع اللاجئين وإبراز أزمتهم التي كانت أوروبا أكثر المتحملين لها، حمل اللاجئ السوري إبراهيم الحسين الشعلة الأولمبية في أثينا، وركض عبر مخيم للاجئين في العاصمة اليونانية، في إشارة إلى أن هذه النسخة من الأولمبياد لن تكون كسابقاتها فيما يتعلق بالاهتمام بهذه القضية.
ورصدت اللجنة الأولمبية الدولية مليوني دولار لتغطية تكاليف إعداد اللاجئين العشرة للمشاركة في الأولمبياد.
ومن المرجح ألا يزيد طموح اللاجئين العشرة على التمثيل المشرف خلال البطولة، إذ أن عليهم منافسة رياضيين آخرين استعدوا لسنوات للمشاركة في هذا المحفل، وأتيحت لهم إمكانات أكبر من حكومات بلادهم، في وقت كان اللاجئون به يصارعون الموت أو الفقر.
إلا أن أنظار العرب ستكون موجهة إلى “البطلة” السورية يسرى مارديني ومواطنها رامي أنيس، وكلاهما يشارك في منافسات السباحة، 200 متر حرة و100 متر فراشة على الترتيب.
ولا يرجع تلقيب مارديني (18 عاما) بالبطلة بسبب تفوقها الرياضي فقط، إنما لدورها مع شقيقتها سارة في إنقاذ قارب يحمل 18 لاجئا، تعطل في بحر إيجه فما كان منهما إلا أن قفزا في الماء ودفعا القارب لنحو 3 ساعات، حتى وصل إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
وبعد أن دمر منزلها في سوريا، تركت يسرى بلدها في أغسطس 2015 إلى لبنان ثم تركيا، حيث خاضت رحلة الموت عبر البحر إلى اليونان، ومنها إلى ألمانيا لتتم استعداداتها للمشاركة الأولمبية.
ومؤخرا تحدثت مارديني من ريو دي جانيرو عن شعور مشاركتها في الألعاب، قائلة: “إنه أمر رائع. لا يمكنني أن أصف ما أشعر به حاليا، إنه بمثابة الحلم الذي يتحول إلى حقيقة. كل شيء عملت عليه وكل أمر بسيط، تحول الآن إلى حقيقة”.
ووجهت السباحة السورية رسالة خلال مشاركتها في الألعاب الأولمبية، مفادها أن “كلمة لاجئ ليست سيئة لأننا ما زلنا أناسا. لا تستسلموا أبدا”.
وإلى جانب مارديني وأنيس، يشارك 5 عدائين من جنوب السودان، هم ييتش بييل الذي يخوض سباق 800 متر، وباولو لوكورو في سباق عدو 1500 متر، وعداء الـ 400 متر جيمس شيينجيك، وروز لوكونين في سباق 800 متر، وأخيرا أنجلينا لوهاليث عداءة الـ 1500 متر، وتلقى الخمسة تدريباتهم بمخيم للاجئين في كينيا.
ومن الكونغو الديمقراطية يشارك بوبول ميسينغا في منافسات الجودو وزن 90 كيلوغراما، ومواطنته يولاندي مابيكا في وزن 70 كيلوغراما، وتدربا في البرازيل، فيما يستعد العداء الإثيوبي يوناس كيندي لسباق الماراثون، بعد أن استضافته لوكسمبرغ.