اشارت “الوكالة المركزية” الى انه “في موازاة الاخفاق والعجز السياسيين المتعمّدين من جانب بعض القوى في الداخل خدمة لمصالح عرابيها ورعاتها الاقليميين في انتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال، في تجربة فريدة قلما عرفها استحقاق رئاسي سابقا، على رغم ان تاريخ الانتخابات الرئاسية في لبنان يزخر بالمفاجآت من شتى الانواع، يتحرك فريق من اللبنانيين الراغبين بوضع حد لمسلسل انهيار وطنهم بفعل الفراغ الرئاسي في الخارج، وتحديدا في الولايات المتحدة الاميركية باعتبارها الاقدر على المهمة بين سائر الدول، من خلال توظيف ملف انتخاباتها الرئاسية في هذا الاتجاه من باب صوت الاميركيين من أصل لبناني في الصندوقة الانتخابية، وقد شكلوا للغاية فريق عمل ما زال في طور ترتيب وجوجلة الافكار للخروج بالانسب منها لتحقيق الهدف”.
وافادت اوساط هذا الفريق لـ”المركزية” ان العمل يتركز راهنا حول سلسلة نقاط تستوجب ايضاحات، بحيث يتبين في ضوء نتائجها في اي اتجاه يفترض ان يمارس الضغط وابرزها: أيهما أجدى ان يوجه الطلب اللبناني قبل وصول أحد المرشحَين هيلاري كلينتون او دونالد ترامب الى الرئاسة ام بعد تربع احدهما على الكرسي الاول؟ ما مدى فاعلية استخدام هذه الورقة في كلتي الحالتين؟ هل يحقق الضغط راهنا الهدف المنشود ام يستحسن الانتظار حتى تشرين الثاني المقبل لمعرفة هوية الرئيس الجديد علّه يقدم للبنان ما لم يقدمه سلفه باراك اوباما؟ هل ان الفريق اللبناني في حال جهوزية تامة للاجابة عن تساؤلات قد تطرحها مجموعة عمل المرشحَين الاميركيين حول الشخصية الانسب للرئاسة اللبنانية في المرحلة الراهنة وعن معلومات تتصل بالمرشحين المطروحين اليوم وعلاقات كل منهما بالقوى السياسية في لبنان وارتباطاتهما الاقليمية، وما قدرة كل من المرشحين على مواجهة التحديات التي يتعرض لها لبنان سياسيا وامنيا واقتصاديا ومن الاقدر على ذلك؟
ولفتت الاوساط، الى ان فريق العمل اللبناني الاميركي يجري اتصالات ومشاورات مع الداخل اللبناني للحصول اولا على الاجوبة المنشودة وخلق شبكة تواصل تمكن العودة اليها للاستفسار عن اي سؤال قد يوجه لهذا الفريق فيكون على بينة من الحقائق والوقائع اللبنانية الداخلية.
ولا تخفي الاوساط ان اسماء المرشحين الحاليين للرئاسة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية طرحت في سوق التداول بين الفريق اللبناني ومجموعة عمل المرشحَين الاميركيين وبعضهم من اصل لبناني وتخلل النقاش عرض مفصل تناول مواصفات الرجلين وقدرة كل منهما على احداث التغيير نحو الافضل في ظل الصراع السياسي الحاد في لبنان وهل ان وصول احدهما سيبقي خلافهما السياسي مع رئاسة الحكومة المفترض ان تكون من حصة فريق 14 آذار ما دامت الرئاسة لـ8 قائما، وكيف تسير عجلة الحكم اذا جاءت الاجوبة ايجابية خصوصا ان المرحلة المقبلة على المستوى الاقليمي بما قد تحمل من خلال التسويات السياسية لدول الجوار اللبناني تفترض تعاطيا سياسيا ورسميا مختلفا عما سبقها؟
اما البحث في سائر المرشحين المطروحة اسماؤهم فتركز حول هوية من يخلفهم في مواقعهم الحساسة التي يشغلونها راهنا والتي تؤمن للبنان الاستقرار الامني والنقدي والاقتصادي.
في مطلق الاحوال تختم الاوساط ان التنسيق قائم بين فريق اللبنانيين الاميركيين من اجل بلورة صورة واضحة عن طبيعة الرئيس اللبناني المطلوب للمرحلة، خلال المدة الباقية قبل منتصف ايلول المقبل موعد دخول الرئاسة الاميركية مدارها الفعلي.