كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
لا يمرّ يوم على مخيّم عين الحلوة من دون تسجيل إشكالات فردية تتطوّر إلى إطلاق نار، بحيث أطلق «المتشدّد» حسين ميري النار في منطقة البركسات أمس على اللبناني عبد الرحيم الصوري الملقب بـ»عبد أبو سنان» الذي توفّيَ متأثراً بجراحه، ما دفع القوة الأمنية الفلسطينية إلى التدخّل لتطويق ذيول الحادث قبل أن تتسلّم مطلق النار لاحقاً وتسلّمه بدورها إلى مخابرات الجيش اللبناني، علماً أنّ إشكالاً فردياً تطوّر ليل أمس الأول في الشارع الفوقاني، وأدّى إلى إصابة لؤي أبو طربوش، وقد تسلّمت القوة الأمنية مطلق النار محمد عصام أبو طربوش.في وقت انتشرت عناصر قوات الأمن الوطني الفلسطيني والقوة الأمنية لتثبيت الهدوء، أكّد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أنّ «وضع مخيم عين الحلوة ممسوك أمنياً وليس هناك أيّ مخاوف، وما يتحدث عنه بعض وسائل الاعلام لجهة وجود خلايا او مجموعات إرهابية او تكفيرية هي أخبار مضخّمة، وشعبُنا لن يسمح بوجود هكذا خلايا»، مشدّداً على أنّ «كلّ القوى متوافقة على أمن المخيم والجوار والحفاظ عليه، ولن يكون «عين الحلوة» أو أيّ مخيم آخر شوكة في خاصرة أهلنا وشعبنا في لبنان».
ودعا ابو عرب عبر «الجمهورية» بعضَ وسائل الاعلام التي تضخّم الاخبار المتعلقة بالمخيم إلى زيارته والاطّلاع على أوضاعه عن قرب، «والتعرّف إلى أوضاع أهلنا الذين يعانون أوضاعاً معيشية واقتصادية صعبة وانعدام البنية التحتية ومقوّمات الحياة البسيطة».
إلّا أنّ مصادر جنوبية تمنّت عبر «الجمهورية» أن يكون هذا الكلام صحيحاً، «لأنّ عين الحلوة جزء من الجوار اللبناني وليس بؤرة أمنية معزولة»، داعيةً أبو عرب إلى «شرح دور عماد ياسين وهيثم الشعبي وهلال هلال وبلال بدر وأسامة الشهابي والعشرات غيرهم الذين تمّت شرعنة وجودِهم في المخيم تحت اسم «الشباب المسلم» وهم الذين اعتدوا على حركة «فتح» وقتلوا خيرة ضبّاطها وكوادرها، ولا أمان لهم، ويَسكنون في مربّعات أمنيّة يُسيطرون عليها». وسألت: «ما معنى تجنيد الشهابي لقادمين من مخيّم اليرموك، والاتصالات التي يجريها بدر وياسين بأبو خالد العراقي أمير «داعش» في الرقة»؟.
وطالبَت أبو عرب بـ»البقاء في جهوزية لمواجهة المشروع التكفيري الذي لا يعترف بالآخر ويُمارس الغلوّ والتطرّف، وهمُّه السيطرة على عين الحلوة، لكن ما يمنعه هو حزمُ وشجاعة الجيش اللبناني الثابت والذي يقف في المرصاد لأيّ تحرّك مشبوه لهم ولغيرهم ضد المخيم أو جواره اللبناني».
واستغربت المصادر الإشكالات التي تحصل في المخيم ومنها الإشكال الذي وقع أمس في منطقة البركسات، وهي منطقة فتحاوية مغلقة، وأدّى إلى مقتل أبو سنان، والإشكال الذي أدّى إلى إصابة أبو طربوش، سائلةً عن الأسباب وعمّا يمنع القوة الامنية من «التحوّل الى قوّة ردع بدلاً من أن تحصي الإشكالات من دون القدرة على الإمساك بزمام الامور».
وبعد تداول معلومات عن أنّ الإشكال الذي وقع بين ميري وأبو سنان كان مدفوعاً من جماعة «اللينو»، نفى بيان صادر عن العلاقات العامة في «الأمن الوطني الفلسطيني»، المعلومات التي تحدّثت عن استنفار عسكري في منطقة البركسات بين عناصر من «فتح» وعناصر تابعة للينو.
وفي إطار متابعة الأوضاع الأمنية، عُقد اجتماع سياسي أمني، لبناني – فلسطيني، في ثكنة محمد زغيب في صيدا بين مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود ووفد اللجنة الامنية الفلسطينية العليا برئاسة ابو عرب، بحثَ في الوضع الامني داخل عين الحلوة، في ضوء رسائل التطمين المتبادلة بين القوى السياسية ومن بينها القوى الإسلامية والجيش اللبناني بعد مخاوف من انطلاق عمل أمني من المخيم ضد العمق اللبناني.
ولفتت مصادر فلسطينية مطلعة إلى أنّ الأجواء كانت إيجابية وسط تأكيد مختلف الفصائل ضرورة تثبيت استقرار المخيم ومنع العبث بأمنه وبأمن الجوار اللبناني.
من جهتها، عقدت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا اجتماعاً برئاسة أبو عرب عرض للإشكالات الأمنية المتنقلة واتخذ قراراً بتسليم المتّهمين بالقتل إلى الجيش اللبناني.
كما بحث المجتمعون في اغتيال علي عوض البحتي وشكّلوا لجنة مصغّرة تضم اللواء منير المقدح، الشيخ جمال خطاب، الدكتور أحمد عبد الهادي أبو ياسر، صلاح اليوسف، ماهر عويد وعبد الله الدنان، حيث باشرت مهامها فوراً وزارت آل البحتي ولجنة حيّ الزيب لإبلاغها بالقرارات المتخذة لمعاقبة الجاني.
كما سلّمت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة إلى مخابرات الجيش الفلسطيني محمد السعد المتّهم بقتل شقيقه بلال السعد، إثر وقوع إشكال عائلي بينهما، تطوَّر إلى إطلاق نار في الشارع التحتاني.
توقيف عصابات مخدّرات
وجنوباً، أوقفَت مفرزة استقصاء الجنوب في قوى الامن الداخلي كلّاً من (ع. أ)، و(عباس. غ)، في النبطية بجرمِ تعاطي المخدّرات وحشيشة الكيف، مع الاشارة الى أنّ سرية درك النبطية بإمرة قائد السرية العقيد توفيق نصرالله وضعَت خطة أمنية للإطباق على مروّجي وتجّار ومتعاطي المخدّرات في نطاق عملها وصولاً إلى مرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا، وهي خطة تُؤتي ثمارَها ونتائجها وتشارك فيها كلّ القطعات والوحدات في مجمع قوى الامن الداخلي في كفرجوز.
وفي مجال أمنيّ آخر، دهمت مفرزة استقصاء الجنوب شقّة في تول وأوقفَت 3 لبنانيين (شابَّين وفتاة) كانوا يمارسون الدعارة، وأحيلوا إلى مخفر درك النبطية للتوسّع في التحقيق لمعرفة ما إذا كانوا مرتبطين بأشخاص آخرين.
وقد نوّه أهالي تول بالإنجازات الامنية التي تُحقّقها سرية درك النبطية على صعيد توقيف عصابات الدعارة والمخدّرات والسرقات، داعين القوى الامنية الى الضرب بيَد من حديد لجميع العابثين بالأمن وسَوقهم الى العدالة.
كما دعوا القوى الأمنية، خصوصاً قوى الامن الداخلي، إلى ملاحقة وتوقيف الدرّاجات النارية وسائقيها الذين يقلِقون الراحة ويستخدمون الدراجات في نقل المخدّرات والسرقات، خصوصاً أنّ محافظ النبطية القاضي محمود المولى أصدر مذكّرة بتنظيم سير الدرّاجات النارية ومنعها خلال الليل، مناشدين العقيد نصرالله التشدّد والحزم في تنفيذ هذه المذكّرة.