Site icon IMLebanon

تقرير IMLebanon: مئات طلبات الصرف والسرطان يأكل الدولة!

 

يعلم القاصي والداني ان الوضع الاقتصادي في لبنان ليس بخير لا بل وصل لمرحلة خطرة. وان كانت المسببات كثيرة في ظل الجمود السياسي والمخاطر الامنية الجاثمة فضلا عن واقع اللجوء المتفاقم، فإن المعالجات تبدو قاصرة لا بل شبه غائبة وسط الركود القاتل.

الا ان الخطير اكثر ما كشفه مؤشر “مصرف لبنان والمهجر” عن الوضع التجاري في شهر تموز الفائت. فبعد ان كان التعويل على صيف عامر في لبنان اتت الارقام لتدق ناقوس الخطر. فالمؤشر اشار  الى تدهور حاد في الظروف التجارية العامة على مستوى القطاع الخاص، وتراجع النشاط التجاري وتقليص عدد الموظفين من مختلف الشركات وتراجع معدلات التوظيف، بالاضافة الى انخفاض النشاط الشرائي.

فما هي مسببات هذا التراجع وما هي العوامل التي اوصلتنا الى هذا النفق المظلم؟ وهل من امل للمعالجة؟

سرطان ينهش الدولة

عميد الصناعيين السابق جاك صراف يؤكد حديث لـIMlebanon أن “الوضع الداخلي المتأزم الذي نعيشه منذ عامين بسبب غياب الدولة وليس فقط الحكومة والرئاسة بل الدولة ككل فضلا عن السرقات، بالاضافة الى المحيط المشتعل لان لبنان يتأثر بسوريا والعراق ومصر والأردن وحتى في الخليج فكل تلك الأمور أثرت على حماس وايمان رجل الأعمال، والمرض الموجود في الدولة، أي سرطان تآكل الدولة ينهش جسم الدولة ما ادى الى اليأس عند القطاع الخاص”.

البركان سينفجر قريباً

ويضيف صرّاف أن “لهذا الامر سيكون هزّة أرضية كبيرة، او بركان يشتعل تحت الأرض وسينفجر قريبا، ففي لبنان ليس هناك اي بركان وانما هناك بركان سياسي يغلي وبدأ بأكل كل أوضاع اللبنانيين”، مشيرا الى أن “القطاع الخاص بحالة يأس كاملة لم يصل اليها من قبل وبدا الأمر يظهر بالأرقام وليس فقط بالكلام”.

ويكشف صراف اننا “وصلنا الى نقطة متدهورة جدا، فوزير العمل لديك 1400 طلب ترك عمل، والمؤسسات الكبيرة بدأت تستغني عن موظفيها فضلا عن مؤسسات اخرى لا تدفع الرواتب منذ أكثر من 7 و8 أشهر فالأمر لا يتعلق فقط بتأخر دفع المستحقات انما بطرد الموظفين، والتحرك أصبح ضروريا واجباريا لمواجهة هذه الحالة الخطيرة”.

آن اوان التغيير

ويشدد صراف على أنه “إذا مصرف “بلوم” يعرض هذه الصورة السودادية فالوضع حقيقي وخطير حيث ان المصارف بشكل عام تقلب الصورة بشكل عام من الأسود الى الرمادي”. لكنه يلفت الى أن “المؤسسة العسكرية والمؤسسة النقدية المتمثلة بمصرف لبنان متامسكتان ولاأما بالنسبة لبقية المؤسسات فلا وجود لها وهي غائبة لان المسؤولين ينهبونها ويسرقونها وكل المسؤولين أصبحوا “عجزة” والمسؤول “عقلو ختير”، لذلك آن الأوان لترك المجال للجيل الصاعد لكي يتولى هو الحكم ونشاهد شبانا في الوزارات”.

وختم ان “النشاط الشرائي متراجع لارتباطه بكل الأمور الاقتصادية الأخرى خصوصا وان المواطن يشتري الأمور الاساسية فقط ذات الاسعار المنخفضة، ولذلك بشكل عام نشهد تراجعا من الناحية الشرائية”.

هنا يكمن الحل

من جهته، يرى الخبير الاقتصادي لويس حبيقة في حديث لموقع IMlebanon أن “الحالة الاقتصادية صعبة ولا شيء مفاجئ في الموضوع والجميع يُجمع على ان الاوضاع الاقتصادية سيئة في البلد، ومؤشر “بلوم” من بين 100 مؤشر تصدر عن البنوك”.

ويضيف حبيقة أن “القطاع الخاص يشهد تراجعا نتيجة وضعين، الأول هو الوضع السياسي الداخلي خصوصا ما نشهده اليوم من جلسات حوار في عين التينة، والثاني هو الوضع السوري المتردي الذي هو أساسي للبنان، وبالتالي الشعب اللبناني ان كان في الداخل او في الخارج لن يقوم بأي استثمارات خوفا من الهزات الامنية والاقتصادية، وبالتالي الوضع حكما يتراجع مع الوقت”.

ويلفت حبيقة الى أن “الحلّ يكمن في اصلاح الوضع السياسي وترتيبه عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، بالاضافة الى تخفيف التشنج من الوضع السوري والسعي الى حلّ المشاكل الداخلية بطرق سليمة”.

الايام السوداء

ويشدد على أن “القطاع العام لا يمكننا ان نتأمل منه شيئا لانه مشلول كليا، اما القطاع الخاص فلن يقوم باستثمارات وخطط انمائية والتنفيذ لن يتم اليوم بظل الظروف الصعبة الحالية والسياسية الداخلية التي نشهدها واضافة الى الظروف السورية الخارجية، وطالما الوضع السياسي والوضع السوري هما على حالهما فالوضع الاقتصادي اللبناني لن يتقدم”.

أما بالنسبة لانخفاض النشاط الشرائي عند المواطن، يرى حبيقة أن “الاحتياجات شيء والسلع الاضافية شيء آخر”، مشيرا الى أن “الاحتياجات الشهرية تختلف بين الضرورية وغير الضرورية، لذلك كل شيء غير ضروري لن يقوم المواطن بشرائه وحتى الشيء الضروري يخفف من كلفته ويذهب باتجاه التوفير عبر شراء السلع الرخيصة، فهذا الامر يؤدي الى تراجع النشاط الشرائي”.

ويلفت اخيرا الى أن “امكانية الوصول الى الايام السوداء تبلغ 80% مقابل 20% للايام البيضاء وبالتالي اللبناني متردد ويسعى الى المحفاظة على أمواله، خصوصا وأنه لم يعد يخرج حتى ويرفه عن نفسه وامكانيات الترفيه لم تعد موجودة واذا كانت موجودة خفّت نوعيتها، وبالتالي الترفيه لم يعد بمتناول اللبناني اليوم لذلك هناك مشكلة لن تحل الا بحل الامر السياسي الداخلي والسوري في ما بعد”.