تنقل مصادر دبلوماسية عن مسؤول عربي للوكالة “المركزية” أنّ إيران تريد مقابل الافراج عن الاستحقاق الرئاسي في لبنان أن يسير الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية والعرب ولاسيما دول الخليج معها في مشروع إبقاء الرئيس بشار الأسد في سوريا لضمان مصالحها وتثبيت قدميها في المشرق العربي حيث المصالح الحيوية مؤمنة في اكثر من اتجاه.
ويشرح انّ طهران غير مستعجلة بتاتاً للحل وكل تأخير اضافي في التسويات يصب في خدمة مصالحها ما دامت أمّنتها وحجزت لها مقاعد في معظم الدول العربية، إمّا من خلال الحضور العسكري عبر الحرس الثوري، او مكونات شيعية حرّكت فيها العصبيات المذهبية وكسبتها الى جانبها وما زالت توظفها، لتنفيذ اجندة عملها المرتكزة الى شق الصف العربي المصدّع اساساً والمصاب بشظايا النزاعات حول اكثر من ملف وقضية، ويؤكد انّ الخسائر التي منيت بها ايران في أكثر من منطقة لن تغض عنها الطرف ولن ترضخ لنتائجها، بل على العكس ستحاول التعويض عنها بمزيد من التمسك بأوراقها التي ترى انها الوحيدة الكفيلة بتحقيق طموح الشراكة مع العرب في القرارات المتصلة بالمنطقة وكيفية معالجة ازماتها، وهو شأن ترفضه الدول العربية بالمطلق وفي شكل خاص دول مجلس التعاون الخليجي بزعامة المملكة العربية السعودية.
واستناداً الى السيناريو المشار اليه، وتمترس كل طرف اقليمي خلف مواقفه، تنقل المصادر عن المسؤول العربي قوله انّ لا امل اليوم في وصول رئيس جمهورية الى قصر بعبدا، وانّ المساعي التي يبذلها اهل الداخل الطامحون الى ملء الشغور الرئاسي وتلك التي يقوم بها بعض الدول الصديقة للبنان وفي مقدمها فرنسا التي حرّكت اكثر من موفد في اتجاه طهران لمرات متتالية، لن يُكتب لها النجاح، علماً انّ الرهان الايراني يبدو اليوم معقوداً على تحصيل مكتسبات سياسية من الادارة الجديدة، لم تقدمها ادارة الرئيس باراك اوباما التي رفضت الانجرار الى حيث تريد طهران، ايّ التفاوض حول شؤون دول المنطقة مقابل التنازل عن بعض الاوراق ومن ضمنها لبنان، الا ان الرهان، بحسب المصادر، حظوظ رجحان كفته غير مرتفعة، فاذا نجح الديموقراطيون لن تقدم هيلاري كلينتون لطهران امتيازات تبحث عنها، لا بل ستحدث تغييرات لن تصب حتماً في مصلحة ايران.
اذ يتوقع ان تكون أكثر صرامة من اوباما تجاه النظام السوري، وستطالب بتنحي الاسد، وقد تسعى وفق ما يتبيّن من الخطوط العريضة لمشروعها الرئاسي الى العودة بقوة الى منطقة الشرق الاوسط مستعيدة “ايام العزّ” التي تسلبها منها تدريجاً روسيا المدركة لما قد ينتظرها مع الرئيس الاميركي العتيد وتعمل للغاية على تحقيق مكاسب ميدانية في سوريا الان لتتفاوض عليها مع الادارة الجديدة. اما في حال وصول دونالد ترامب فإن الامور قد تكون أشدّ تعقيداً ولا تخدم حكماً مصالح ايران.
وما دامت ايران ممسكة الى هذا الحد بورقة لبنان من خلال حزب الله الذي اثبتت التجربة الانتخابية الرئاسية على مدى عامين ونيف انّه الاقدر على الحل والربط فيها، بعدما نجح في استمالة واستدراج قوى سياسية محلية اخرى لتبني مشروعه التعطيلي، وما دامت صورة التسويات التي ترسم لأزمات المنطقة لم تتضح بعد فعبثاً يبحث اللبنانيون عن رئيس لا بالحوار ولا بخلواته ولا بغيرها.