IMLebanon

إحتجاجات على الإساءة للرموز المسيحية: للجنة مراقبة

catholique reference

 

 

كتبت تاليا قاعي في صحيفة “الجمهورية”:

إجتمعَ رجال الدين، وتوحّدت الأصوات في المركز الكاثوليكي للإعلام، خلال ندوة برئاسة الأب عبده أبو كسم ممثّلاً رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وبمشاركة إمام جامع سدّ البوشرة الشيخ محمد علي الحاج العاملي، ونقيب المحرّرين الياس عون، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام إبراهيم عوض، بالإضافة إلى رجال دين وإعلاميين. وذلك رفضاً لانتهاك الرموز الدينية، حيث طالبوا بوضع ضوابط وفرضِ الرقابة على هذه المسألة.شهدت مهرجانات بيبلوس عرضاً لفرقة فنية ظهرت فيها إشارة الصليب على أجسام المشاركين، ما أدّى إلى ردّة فعل عبر وسائل التواصل الإجتماعي. من هذا المنطلق دعا المركز الكاثوليكي للإعلام إلى ندوة تضيء على هذه المخالفات لوضع حدٍّ لها.

وقد أوضح أبو كسم أنّ «هذا اللقاء ليس ضدّ الفن وأهله، فالفنّ هو أحد مواهب الله. لكنّ الهدف هو طلبُ التعاون وإيصال الصرخة لإصلاح الخطأ وإيجاد حلّ له. نحن مع تشجيع السياحة، فهي وجه لبنان الحضاري القيّم والرسالة».

وأضاف: «نحن مع إحترام الحريات وتوسيعها، لكنّنا ندعو إلى تحمّل المسؤولية ووضعِ رقابة إيجابية لعدم التفلّت واحتقار كرامة الإنسان والدين»، مطالباً بـ«تشكيل لجنة مراقبة مختصة لمتابعة الموضوع مماثلةً للجنة الرقابة على الأفلام والكتب وغيرها، وذلك بهدف ملاحقة ومراقبة كلّ ما يدخل الأراضي اللبنانية من منتج أو فرَق فنية».

وفي السياق، أوضح أبو كسم لـ«الجمهورية»، أنّها «ليست المرة الأولى التي نتحرّك فيها بسبب هذا الموضوع، لكن وبعد محاولات عدة، نصرّ هذه المرة على إكمال التحرّك وإيصاله إلى المسؤولين لمعالجته»، لافتاً الى «أنّنا نحمل توقّعات إيجابية ونأمل إصلاح الوضع والحدّ من هذه الظاهرة». ونفى أبو كسم من ناحية ثانية وجود «تهَم موجّهة إلى بلدة جبيل أو أيّ طرف في المهرجان، فما حصل هو حتماً عن غير قصد».

من جهته، أكّد العاملي ضرورة أن يجد «الإنسان آليّات للتفريق بين الحرية والتفّلت، لكنّنا نرى الإساءة في لباس الحرّية ونرى إنتهاكات للرموز الدينية والمقدّسات، إذ هي أسوأ وجهٍ للحرية». وقال: «على رغم التقدّم والتطوّر الذي يشهده العالم يجب السعي إلى إيجاد آليات للرقابة من أجل السلام والإستقرار الداخلي».

وقد أوضح العاملي لـ«الجمهورية»، أنّ «هذه المسألة طائفية، تدعو إلى تعاون الجميع لحلّها»، عازياً ظهور هذه الانتهاكات إلى «كثرة انتشار الإلحاد في المناطق المجاورة»، موضحاً أنّ «هذه الظواهر مضبوطة إلى حدٍّ ما عند الطائفة الإسلامية».

بدوره، رأى عون أنّ «رجال الدين يقومون بواجباتهم، وعلى القيّمين على هذه الدولة والمؤسسات من مراكز الشرطة، الأمن العام، المجلس النيابي ومجلس الوزراء، القيام بواجباتهم على أكمل وجه».

أمّا عوض فشدّد على ضرورة «إيجاد هذه اللجنة المتخصّصة بالتدقيق والبحث في ما هو أتٍ إلينا من فنّ وأعمال فنية». وطلبَ من القيّمين «على من يأتون بأعمال فنّية أو باستعراضات تحت شعار تشجيع السياحة، ونحن ايضاً نشجّع على تنشيط السياحة، التدقيقَ أكثر بما يأتون به إلينا».

وأكّد أنّ «المسّ بالرموز الدينية لا نراه فقط على المسرح إنّما أيضاً على شاشات التلفزة وفي الكتابات، ويجب وقف المسّ بالرموز الدينية في كلّ المؤسسات الإعلامية المرئية المقروءة والمسموعة، فلنضَع الدين جانباً».

في المحصّلة، أبدى الحضور إصراراً على الحدّ من هذه الظاهرة وتأكيدَ احترام الركائز الدينية، فهذه ليست المرّة الأولى التي يخرق فيها أيّ من الرموز ويوضع في أماكن مسيئة، وليست المرّة الأولى التي يدعو فيها رجال الدين إلى تحرّك لإيصال القضية إلى المعنيين، ولكنّ الصرخة أعلى هذه المرّة، خصوصاً أنّ المسألة باتت تتكرّر وتنتشر لتصل إلى مراحل متطوّرة، ويبقى إنشاء لجنة مراقبة هو الحل الأنسب لضبطها والحد منها.