كتب عمار نعمة في صحيفة “السفير”:
يفتخر القوميون بما حققوه أمس. “إنه دليل جديد على الديموقراطية الحزبية”.
علي قانصو، الرئيس الجديد لـ”الحزب السوري القومي الاجتماعي”، يشير لـ”السفير” الى ان العملية تمت “بسلاسة وبديموقراطية وفق الأصول الدستورية”، ويؤكد، ردا على سؤال، ان هدف القوميين اليوم هو العمل على وحدة الحزب “البالغة الأهمية اليوم في ظل المعركة التي يخوضها الحزب بوجه الحرب الإسرائيلية والارهابية التي تهدد وحدة الأمة”، لافتاً النظر الى ان ثمة استعدادات اليوم للعمل على هذا الاتجاه الوحدوي “على طريق الوحدة الشاملة”.
ويوافق رئيس المجلس الأعلى محمود عبد الخالق على “ديموقراطية” الحزب وسلامة عمله المؤسساتي، مثمناً، على هذا الصعيد، ردا على سؤال لـ”السفير”، خضوع الرئيس السابق أسعد حردان لمؤسسات الحزب.
جلسة المجلس الأعلى التي ترأسها عبد الخالق، استمرت ساعة كاملة، وتخللتها مطالعة لقانصو حول أسباب ترشيحه، قبل فتح باب التصويت لينال قانصو 14 صوتاً من أعضاء المجلس الأعلى، الى جانب ورقة بيضاء (تردد أنها ورقة نائب الرئيس توفيق مهنا)، في ظل غياب لافت للنظر من قبل عضوي المجلس جبران عريجي وأنطوان خليل الذي كان قد قدم الطعن أمام المحكمة الحزبية وقبلت به.
المرشح مفيد القنطار الذي لم يحضر عملية الانتخاب وغادر مقر الحزب قبلها، قال لـ”السفير” إنه لم يفاجأ بالنتيجة، لافتا النظر الى ان السلطة في الحزب قد جددت لنفسها، وان العملية الديموقراطية لا تتعدى الاطار الشكلي، مكرراً ان المجلس الأعلى، المؤتمن على الدستور، “هو من قام بخرقه”..
في كل الأحوال، يبدو حردان وقانصو، شبيهين بالتناوب الديموقراطي الروسي، ليظهر حردان كفلاديمير بوتين “القومي”، وقانصو كديميتري ميدفيديف الذي تسلم السلطة قبل إعادة تسليم بوتين الرئاسة الروسية.
على ان عملية التسلم والتسليم مع حردان تمت بـ”سلام”، وخرج قانصو على جمهور الحزب والصحافيين، ليؤكد على المسؤوليات الكبيرة التي سيتحملها. وشدد على انه سيقود “الحزب بثبات من أجل دور أقوى وفي كل المجالات وخاصة في مواجهة أعداء الامة”.
وقال قانصو: من الطبيعي أن تكون كل كيانات الأمة موضع اهتمامنا ونضالنا، بدءاً بفلسطين قلب هذه القضية فهي ستبقى بوصلة نضالنا حتى تحريرها كاملة، والأردن سيبقى موضع اهتمامنا وإطلاق دورنا فيه أولوية في خطتنا، والعراق الذي نقف مع نضال شعبه لتحريره من العصابات الارهابية وحفظ وحدته وانتمائه القومي وحقه في الازدهار والارتقاء أولويات لعمل فرعنا الحزبي فيه، أما لبنان فسنستمر في النضال من أجل ترسيخ أمنه واستقراره ووحدته وتعزيز جيشه وحفظ مقاومته. وسنستمر في النضال من أجل تطوير نظامه السياسي باتجاه لا طائفي وقيام الدولة المدنية.
وشدد على ان وحدة القوميين ستبقى “هدفاً دائماً لنا، ولن أوفر جهداً أو وقتاً او سبيلاً إلا وسأبذلها لتحقيق هذه الوحدة باعتبارها مطلباً لجميع القوميين الاجتماعيين وحاجة لتحقيق مشهدية أجمل وفعالية أقوى لحزبنا”.
وأعلن أن “صدر المؤسسة المركزية مفتوح لجميع الغيارى على مصلحة الحزب، ومهما كانت آراؤهم فإني جاهز لحوار الجميع والاستفادة من قدرات الجميع، إلا انني لن أتهاون مع هواة العبث بسمعة الحزب وصورته ودوره في وسائل الإعلام وغيرها. ومسؤولية المؤسسات حماية الحزب ولهذا ستتخذ كل الإجراءات النظامية الرادعة بحق المستمرين في هذا العبث. ولن نسمح لأحد ان يتطاول على الحزب وخاصة لمن تخلى قصداً ولسنوات عن موجبات انتمائه إلى الحزب فلم ينخرط في مؤسسة ولم يشارك في أي نشاط وحتى لم يدفع اشتراكه المالي ومع ذلك يستمر في سلبيته وينصّب نفسه معلماً للحزب”.
من جهته، شدد حردان في تقديم سبق كلمة قانصو، على ان “الظرف الاستثنائي الذي تمر به أمتنا كان معياراً مضافاً لعملية انتقاء رئيس الحزب”. وأكد ان “الظروف في هذه الاستحقاقات تعتبر معياراً في عملية تولي قيادة المرحلة، والأمين علي هو أمين مؤتمن على موقع الحزب ودوره وقيادته وهو المناضلُ المستمرُّ في قيادةِ الحزب، بالزخم الذي عُرف عنه، وبالرؤية الغنية بالطموحات، وبالوجدان الحيّ الحريص على صيانة الحزب والدفع به قُدُماً نحو الأمام”.