تقرير خالد مجاعص
افتتحت البرازيل الثانية فجر السبت 6 آب 2016 بتوقيت بيروت على ملعب “ماراكانا” التاريخيّ، الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة لتنطلق معها المنافسات الرياضيّة في أكبر تجمّع رياضيّ في العالم.
انطلقت المنافسات وانطلقت معها صراع الميداليّات بين العمالقة (الولايات المتّحدة الأميركيّة، الصين وروسيا)، ومعها أوروبّا، ومن خلفها الفرق المغمورة، بحثاً عن ميداليّة واحدة ولو برائحة البرونز… فماذا عن لبنان؟
فقبل 4 سنوات في أولمبياد لندن 2012، حصد العرب 12 ميداليّة متنوعّة… منها ثلاث ذهبيّات، وفضيّتين وسبع برونزيّات، واعتبر حينها أنّ العرب قد خطوا خطوة كبيرة إلى الأمام على المستوى الدوليّ في الرياضة، ولكن مع تعمّق البحث في ذهبيّات العرب، يظهر لنا سريعاً أنّ تلك الذهبيّات هي لبلاد المغرب العربيّ منها اثنتين لتونس واحدة للجزائر. وكان أفضل عرب آسيا هو الحصول على اللون البرونزيّ فقط، بينما لم يكن لبنان لا من قريب ولا من بعيد، قريباً من تلك الميداليّات حتّى البرونزيّة منها، إذ كانت مشاركة لبنان رمزيّة وبعيدة جدّاً عن المنافسة.
فلبنان ما زال يتغنّى بآخر ميداليّة أولمبيّة لبنانية تحقّقت في موسكو في عام 1980. وللذاكرة، فإنّ تلك الألعاب غابت عنها الولايات المتّحدة الأميركيّة، ومعها بعض الدول الغربيّة بسبب مقاطعتها للاتّحاد السوفياتيّ آنذاك في الحرب الباردة. فخطف لبنان برونزيّته في المصارعة اليونانيّة – الرومانيّة بعد ميداليّة الطرابلسيّ في أولمبياد ميونيخ في عام 1972… ويبدو أنّ تكرار هذا الإنجاز التاريخيّ صعب في الريو ولكن ليس مستحيلاً…
فما هو مؤكّد أنّ البعثة اللبنانيّة التي غادرت إلى الريو، والتي ستشارك في حفل الافتتاح لن تكون مشاركتها فقط لحمل العلم اللبنانيّ في حفل الافتتاح. وتضمّ بعثة لبنان 9 رياضيّين يشاركون في سبعة ألعاب، مع مشاركتين في مسابقتي السباحة وألعاب القوى، ولاعب (أو لاعبة) واحد في الكانوي كاياك، الجودو، المبارزة، الرماية وكرة الطاولة.
أبرز الرياضيّين اللبنانيّين المشاركين في الريو هي شيرين نجيم، التي تشارك في سباق الماراثون. أهميّة شيرين لا تأتي كونها مرشّحة لحصد ميداليّة وحسب، ولكن لأنّها المرّة الأولى التي تشارك فيها في دورة أولمبياد صيفيّة، بعدما سبق لها المشاركة في دورة الألعاب الأولمبيّة الشتويّة ثلاث مرّات من قبل، كبطلة لبنان في التزلّج. فبمجرد مشاركتها في أولمبياد الريو، أصبحت شيرين نجيم الرياضيّة العربيّة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبيّة التي تشارك في الألعاب الشتويّة والصيفيّة معاً.
شيرين نجيم كانت قد حقّقت قبل أسبوعين المرتبة الثانية في نصف ماراتون شيكاغو بمشاركة 11 ألف عدّاء وعدّاءة. وهي ستحاول تحقيق رقم جديد لها تحت عتبة الساعتين والأربعين دقيقة، ممّا سيسمح لها بأن تكون بين العشرة الأوائل في السباق الأشهر على صعيد العالم.
من ناحيتها، تحمل الرامية راي باسيل آمال جميع الرياضيّين اللبنانيّين لأنّها قد تكون المرشّحة الوحيدة لإعادة لبنان إلى لائحة الميداليّات الأولمبيّة بعد غياب دام 36 عامًا. فقد أحرزت راي باسيل أخيرًا لقب بطلة آسيا في الكويت، كما حقّقت إنجازًا جديدًا بفوزها بدورة قبرص الدوليّة في الرماية من الحفرة الأولمبيّة “تراب”، المرحلة الأولى من 5 مراحل ضمن بطولة العالم، وبالمرتبة الثانية في بطولة العالم في حزيران في باكو.
وخضعت باسيل المصنّفة الأولى في العالم طبقاً لتصنيف الاتّحاد الدوليّ للرماية، لمعسكر إعداديّ أخير في تركيا قبل توجّهها إلى ريو دي جانيرو في البرازيل.
إضافة إلى راي باسيل، سيكون للبنان فرصة ولو صعبة بخطف ميداليّة من خلال لعبة الجودو مع المغترب اللبنانيّ الياس ناصيف الذي أحرز بدوره لقبين ضمن بطولة كأس العالم في الجودو، وهو يأمل إذا أبعدته القرعة عن المرشّحين الآخرين في الجودو من ضمان ميداليّة للبنان في الريو.
إشارة إلى أنّ بقيّة المشاركين في البعثة اللبنانيّة، ستكون مشاركتهم لتثبيت مركز لبنان في تلك الألعاب، مع فرصة ولو ضئيلة للمغترب اللبنانيّ إيجي بربر بأن يحدث مفاجأة عبر وصوله إلى الدور النهائيّ في مشابقة الخمسين متراً في السباحة الحرّة، وهو السباق الأبرز في السباحة، بعدما سجّل وقت 52 ثانية في مشاركاته في الولايات المتّحدة الأميركيّة.