أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه فيما العقم السياسي في أوجه وآخر فصوله تجلى من عين التنية حيث انتهت الثلاثية الحوارية بسلة فارغة تماما لم توضع فيها أية غلّة رئاسية كانت أم إصلاحية او متعلقة بقانون الانتخاب العتيد، ومن السراي الذي شهد فصلا جديدا من فصول الجدل “البيزنطي” في شأن ملف الاتصالات وهيئة أوجيرو… فإن الاجهزة الامنية والعسكرية في قمّة وعيها ونشاطها، تسير قدما في حربها ضد “الارهاب”.
أما جديد انجازاتها فكان مسرحه منطقة عين عطا في جرود عرسال، حيث نجح الجيش الخميس في توقيف المدعو طارق الفليطي وهو مسؤول داعشي، خطّط لأعمال ارهابية نفذت في الداخل، وشارك في تفخيخ سيارات وارسالها الى الاراضي اللبنانية، كما انه ضالع في ذبح عسكريين خطفوا إبان حوادث عرسال، ومحرض على الجيش وعلى مواطنين في عرسال، فيما قُتل في العملية نفسها الإرهابي “الخطير” سامي البريدي المعروف بـ”سامح السلطان”، بعد أن أصيب اصابة خطيرة.
وفيما أداء الجيش في مواجهة الارهاب محط ترحيب دولي واسع، لفتت مصادر عسكرية لـ”المركزية” الى أن أجهزة خارجية أوروبية وغربية نوّهت بالعملية “النظيفة” التي نفذها الجيش في عين عطا”، مؤكدة ان المؤسسة العسكرية وجهت خلالها ضربة قوية الى “داعش” ذلك ان الفليطي والبريدي أكبر رأسين للتنظيم في لبنان”.
غير ان تقدم الجيش على الارهابيين في المواجهة القائمة، لا يجعله ينام لحظة على أمجاده، خصوصا ان التهديد ماثل دائما والوضع دقيق جدا، حسب المصادر، والمطلوب يقظة واستنفار تامّان لصدّه، وكلام المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يعبّر خير تعبير عن الواقع القائم. فهو أكد أمس ان “الوضع الحالي غير مريح وتغلب عليه صفة الحرج كحد ادنى والخطر كحد اقصى”، مشيرا الى اننا “خضنا اصعب المواجهات مع الارهاب ولا يزال ينتظرنا الكثير”، الا انه طمأن في المقابل الى “اننا في لبنان سننتصر في هذه المعركة، مع ان الحرب ضد الارهاب تزداد صعوبة لأن البيئات والبؤر الارهابية تزداد توسعا وانتشارا، والعالم برمته ينكشف يوما بعد يوم على صعوبة هذه المعركة”.
في الموازاة، تؤكد مصادر وزارية لـ”المركزية” ان الاستقرار اللبناني خط أحمر في حسابات القوى النافذة على الساحة الدولية وهي توليه اهتماما خاصا، حيث يتقدم في سلّم أولوياتها على أزمة الشغور الرئاسي مع العلم انها تعتبر انتخاب رئيس للجمهورية عنصرا ضروريا لتعزيز الامن الداخلي.
واذ تؤكد ان “الهبات التي يتلقاها الجيش والاجهزة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا خصوصا تشكل دليلا حسّيا الى الحرص الذي يبديه الخارج على استقرار لبنان”، تكشف المصادر عن دفعة مساعدات عسكرية جديدة ستصل قريبا من الولايات المتحدة لصالح الجيش اللبناني، من المتوقع ان تشمل صواريخ متطورة وطائرات حربيّة، تساعد المؤسسة العسكرية في مكافحة “الإرهاب”، على الحدود الشرقية. ويأتي هذا الدعم في وقت يقترب موعد تسلّم لبنان 6 طائرات حربية من نوع “سوبر توكانو”، تعزز قدرته على مواجهة الإرهابيين على الحدود.
وكانت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد جزمت أن بلادها ملتزمة دعم الجيش في تصديه للارهاب وأكدت غداة استلامها مهامها رسميا في بيروت أن “أميركا كانت وستستمر مستقبلا، الشريك الامني الاول للبنان. في العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة إلى لبنان تمويلا عسكريا خارجيا بقيمة 150 مليون دولار، إضافة إلى مبلغ قدره 60 مليون دولار لدعم الجهود الأمنية على الحدود. هذه المساعدات المستمرة تظهر بوضوح التزامنا بدعم الجيش لأنها تلاقي مسؤولياته في الدفاع عن لبنان وحماية حدوده”.