تتابع البيئة الحاضنة لما يسمى “حزب الله” بقلق المعلومات الواردة من مدينة حلب السورية بعد إعلان فصائل المعارضة كسر الحصار عن الأحياء الشرقية٬ وشروعها بعملية تحرير المدينة بالكامل. وتشير آخر المعلومات إلى إرسال الحزب نحو 400 مقاتل خلال الساعات الماضية إلى الجبهة الشمالية بعد تدهور الأوضاع هناك بالنسبة إليهم بشكل دراماتيكي٬ ونعيهم أحد قادتهم الملقب بـ”أبو عيسى” خلال مشاركته بالقتال في حلب.
ولفت ما أعلنه عضو الإئتلاف السوري أحمد رمضان عن أن عناصر الحزب “وجدوا أنفسهم شبه وحيدين في المعارك الدائرة في المدينة٬ بعد هروب عدد كبير من المقاتلين السوريين الجدد٬ ومغادرة نحو 57 ضابًطا رفيًعا سورًيا حلب باتجاه طرطوس٬ ما أّدى لتخلخل في صفوف قوات النظام”.
وقال رمضان لصحيفة “الشرق الأوسط”: “كذلك انسحب المقاتلون تحت لواء الميليشيات العراقية والأفغانية ليبقى عناصر الحزب والحرس الثوري الإيراني وحدهم من يقومون بهجمات معاكسة في محاولة للحد من تقدم فصائل المعارضة”.
وهذا ما أفاد به الناشط السياسي الشيعي المعارض لـ”حزب الله” مصطفى فحص أيًضا٬ متحدًثا عن معلومات واردة من حلب تفيد بأن “جماعات تنظيم الأسد والمقاتلين الإيرانيين٬ انسحبوا من الجبهة وتركوا مقاتلي “حزب الله” وحدهم في المعركة”٬ مبدًيا أسفه لأن أمين عام الحزب حسن نصرالله “وضع الشيعة في مهبّ الريح”.
وإذ أكد في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، أن “هزيمة حلب ستفتح تساؤلات كبيرة عن مصير الشيعة ككل”٬ تساءل فحص: “بعد خمس سنوات عن تورط “حزب الله” في المستنقع السوري٬ وبعدما أثبتت المعركة أن انتصار إيران بات مستحيلاً٬ من سيدفع ثمن هذا الجنون؟”٬ مستطرًدا: “للأسف يبدو أن شيعة لبنان هم من سيدفع الثمن”.
ويسيطر الارتباك على بيئة الحزب في لبنان٬ باعتبار أن أمينه العام حسن نصر الله شدد في إطلالته الأخيرة على كون حلب تمثل معركته الكبرى في سوريا٬ معلًنا أّنه سيزيد قواته في المدينة٬ ولافًتا إلى أن “المطلوب من الجميع أن يتحضر٬ لأن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي معركة حلب”. كما أشار نصرالله بحينها إلى أن معركة حلب هي لـ”الدفاع عن سوريا بالكامل٬ وأنها ضرورية لإفشال مشروع إقليمي ودولي يستهدف إسقاط هذا البلد عبر استقدام المقاتلين الأجانب إليه”.
وبحسب فحص٬ فإن “نتائج معركة حلب٬ لن تكون هزيمة للحزب والنظام السوري٬ بقدر ما ستشّكل هزيمة مدوية لمحور إقليمي دولي عريض٬ وضربة قاتلة للمشروع الروسي للحل في سوريا”٬ معتبًرا أن “خطاب نصرالله الأخير الذي أعلن فيه أن انتصار مشروعه في حلب سيقرر مصير المنطقة٬ هو الذي أعطى معركة حلب هذا الزخم٬ فجاءت الانتفاضة العربية والإقليمية لوضع حّد للاستهتار الروسي٬ ومن خلفه العنجهية الإيرانية بالمصالح العربية والتركية”.
ووصف فحص معركة حلب بـ”الانتفاضة العربية والإسلامية على التمّرد الإيراني”. وأضاف: “نصرالله كان يقول للشيعة (كما وعدتكم بالنصر سابًقا٬ أعدكم بالنصر مجدًدا)٬ اليوم حصل التحول الكبير”. وسأل: “هل يستطيع شيعة لبنان أن يتحملوا هذه الهزيمة؟٬ وأي نتائج سيحصدون بسبب عدائهم للشعب السوري؟”.
تداولت مواقع إلكترونية في الساعات الماضية تسجيلاً صوتًيا٬ أكدت أنه لأحد عناصر ما يسمى “حزب الله” من داخل المعارك الدائرة في كلية المدفعية بحلب. ويتوجه عنصر الحزب في التسجيل٬ لأحد الأشخاص وُيدعى جاد مطمئًنا إياه بأّنهم لا يزالون بخير ويسيطرون على الوضع٬ إلا أنهُيقر بأّنهم محاصرون وسيحاولون فك الحصار. ويضيف العنصر: “سلم على الكل وسامحونا.. سلم على كل الشباب”.