IMLebanon

أكيهيتو الجبان… وأباطرتنا الصغار (بقلم يورغو البيطار)

akihito

 

كتب يورغو البيطار

كم هو جبان هذا الإمبراطور! ربّما أساساً هو لا يستحق أن يكون امبراطوراً في بلد يقع في كوكب يختلف عن كوبنا! ألم يروِ له أحد عن قصص فروسيتنا وازدهارنا ونشوتنا بأن نشهد مظاهر الحكم مدى الحياة؟ لمَ لَم يجبره مستشاروه على مشاهدة حالِنا؟ من المؤكد أنّه سيغير رأيه فوراً ويعلن “تحمله لمسؤوليته التاريخية” لو شاهد رغدنا وسعادتنا وهنائنا من فرط نشاط الاباطرة الصغار وعظمة حكمِهم!

يا لتعاستكم أيّها اليابانيون… ليس لديكم حكامًا يفنون سنواتهم المديدة في تحسين ظروف حياتكم المترفة أصلاً… ليس لديكم من يمنّنكم ليل نهار أنّه يعمل بلا كلل “لكم ولاجلكم” ويكد “في خدمتكم” ويدفع الاموال من جيبه الخاص في سبيل راحتكم… ليس لديكم من يعدكم بالمن والسلوى ولا يقدم لكم سوى العلقم والخيبة. أنتم غدّارون… لا تقبلون بإعطائهم فرصة ثانية فيما نحن أهل الكرم نفخر بتقديم عشرات لا بل مئات التضحيات ومبجّلات الولاء والطاعة لهم. أهناكَ أجمل من الوفاء تجاه من يقودنا بلا حسيب أو رقيب؟

لمَ لا تتعلم من ذاك الجاسم بكلّ فخر على أنقاض مجد إحباطه لكل مؤامرات الارض؟ ألم تتعلم من إنجازاته بإفراغ بلاده من شعبها والقضاء على الباقين برصاصه وطائراته وبراميله و”كيميائيه” وأخيرًا فهو الحكيم الذي تعلم أصول المعركة وأدوات الحكم منذ الصغر وطبّقها باحتراف أكبر وسكاكينه؟ هم لن يعلموا لشدّة جهلهم أنّ ما يجري لمصلحتهم أولاً وأخيرًا فهو الحكيم الذي تعلم أصول المعركة وأدوات الحكم منذ الصغر وطبّقها باحتراف أكبر.

لمَ لا تطّلع على إنجازات حكام بلد يحتفل فيه مواطنوه بعدم انقطاع التيار الكهربائي أكثر من 10 ساعات في اليوم أو بنقل نفاياتهم من الشارع الى البحر بكلّ فخر؟ إنهَل من ابداع مسؤولين في ابتكار دساتير غبّ الطلب مرّة كلّ ساعة فلا يمارسون أي واجب إلا التعطيل والهدم والتجهيل وآخرون يحمون ميليشيات تسرح وتمرح اغتيالاً وقتلاً وقمعاً مع أنّه لا تهدف “إلا لتقوية الوطن والوقوف سدًا منيعًا في وجه الأعداء”، أمّا من تبقى من أولئك الحكام إمّا غارقون في بحور لا قعر لها من الفساد والإفساد وإمّا صامتون جامدون هادمون. ألا تظن إنّ كلّ ذلك يريحنا ويصنفنا ضمن أسعد شعوب الارض!

أصدّقتم يا سكان طوكيو وكيوتو رياء امبراطوركم حين ذكر انه “قلق من الوفاء بواجباته بصفته رمزا للبلاد بسبب السن”؟ مضحك أنت يا اكيهيتو. شاهد ذاك العزيز الذي ما بقي مستشفى باريسي الا واستقبله بالترحاب والضحكات. هو ما زال شامخًا رئيسًا خالدًا دائمًا أبدًا في أرضه وبين ابنائه مع انه لا يستطيع ان يسير وربما ان يتكلم الآن! هذا صحيح لكن مسؤوليته ضخمة وانجازاته عظيمة… فكيف له ان يترك شعبه ضائعاً خائفاً من دون حكمته!

أعِد حساباتك يا اكيهيتو. شعبك يريدك “قائداً خالداً لا يتكرر” و”لا تستطيع الامم انجاب خليفة له” وزعيماً يحمي طائفته وملته ومذهبه وحيه وقريته ومدينته من البعبع الذي لا مفر من مواجهته، شعبك لا يستطيع العيش من دونك، قد يفنى بلا صولجانك يضرب بالحائط آمالهم، قد يضيع بلا غضبك أو قمعك لحلمه.. وإن لم تعدل عن “مغامرتِك” نرجوك أن تنقلنا بواحدة من اختراعات ابناء بلدك الكثيرة الى أرض الشمس التي لا تغيب فنحن تعبنا من العيش في الظلمة…