IMLebanon

تقرير IMLebanon: بين “الإنجاز” وانتهاك الشرعة… أين الرياضة اللبنانية؟

lebanon-rio

 

بينما تشتعل المنافسة الرياضية على اعلى المعايير في الألعاب الاولمبية المقامة حاليا في ريو البرازيلية، انشغل اللبنانيون والوسط الرياضي لا بل السياسي بحدث تناولته حتى وسائل الاعلام العالمية عن منع “البعثة الاولمبية اللبنانية البعثة الاسرائيلية من الصعود معها على الحافلة التي كان من المقرر ان تنقلهما لحفل الافتتاح”. سرعان ما اصبح ما جرى ارضا خصبة لتسجيل بطولات ومواقف سياسية مقابل استغلال اسرائيلي للحادث لوصف رياضييهم بـ”الضحية”….

ولكن بعيداً عن السياسة، ما هي تداعيات هذا التصرف؟ وهل سيعترّض لبنان لعقوبات تحت حجة انتهاك الشرعة الأولمبية؟ وأبعد ايها انفع المقاومة بالانجازات ورفع اسم لبنان واحراز الألقاب ام الوقوع في الفخ والاستغلال السياسي؟

غريتا تسلاكيان: “الأولمبية اللبنانية” لا تفهم في الرياضة

العداءة اللبنانية غريتا تسلاكيان التي شاركت في أكثر من أولمبياد وحققت نتائج رائعة للبنان في اكثر من محفل، إلا انها لم تشارك في أولمبياد ريو، أكّدت في حديث لـIMLebanon  أن “كل البعثة الأولمبية التي ذهبت الى البرازيل للمشاركة في الألعاب لا تؤمن بها”، مشيرة الى أنها “تتابع الألعاب يوميا وترى كيف ان كل دول العالم لديها احترام للرياضة ما عدا لبنان الذي كل هم لاعبيه هو لفت الأنظار وتسجيل مواقف فارغة”.

وأضافت تسلاكيان: “أتأسف لهذا التصرف، إلا ان هذا الأمر لا يأتي لأن اللاعبين عندما يخرجون من لبنان الى اي بلد آخر يصبحون وطنيين، بل كل همهم هو السياحة والتسوّق ولا تعنيهم النتائج ولا الألعاب ولا التأهل”.

وتابعت: “إذا نظرنا الى البعثة المؤلّفة من 9 لاعبين نلاحظ أن هناك عددا كبيرا من الأعضاء الذين سافروا الى البرازيل برفقة اللاعبين ما يعني أن كل لاعب رافقه اكثر من شخص لا علاقة له بالأولمبياد، فيما بالمقابل كان الأجدى على اللجنة الاولمبية ان ترسل عددا أكبر من اللاعبين أقله يشاركون ويكتسبون الخبرة”.

تسلاكيان اكدت أن “اللجنة الأولمبية تنام على مدار 4 سنوات وتستيقظ فقط قبل الأولمبياد بأسبوعين وهم لا يفهمون بشيء ولا يهتمون للرياضة”، مضيفة أن “تسجيل النقاط لا يتم بتلك التصرفات بل بتحقيق نتائج جيدة خلال اللعب”.

واعتبرت أن “هناك منطقاً يقول انه اذا تواجه لبناني مع اسرائيلي في المجموعة نفسها يمكنه أن ينسحب، ولكن اذا كان اللاعب اللبناني مؤهلا للفوز بميدالية اولمبية وصودف ان هذا الاسرائيلي معه في نفس المجموعة فهل من المنطق أن ينسحب ويهدر 4 سنوات من التمرين والعذاب فقط لانه لا يريد ان يواجه اللاعب الاسرائيلي؟ لذلك أنا ضد هذا الأمر، وأسأل لما لا ينسحب الاسرائيلي من المواجهة؟ ولمَ أنا مضطرة للانسحاب؟”

عبود: روحية الشرعية الأولمبية انتهكت!

من ناحيته، أوضح الصحافي الرياضي دانيال عبّود لـIMLebanon  أن “روحية الشرعة الأولمبية انتهكت عبر خلط الامور مع بعضها وادخال السياسة بالرياضة، ولكن الواضح هو أن اللجنة الأولمبية الدولية تغض النظر عن الموضوع لأن موقف البعثة اللبنانية يمثل موقف كل العرب تجاه اسرائيل، والدليل ان لاعبة الجودو السعودية انسحبت من المباراة لكي لا تواجه اللاعبة الاسرائيلية”، مشيرا الى أنه “في السابق حصل هكذا أمور وانسحابات متعددة للاعبين عرب من الجنسية التونسية والمغربية والجزائرية وغيرها رفضوا مواجهة لاعبين اسرائيليين، لذلك الموضوع ليس بجديد ولا يمكننا ان نعتبره خرقاً لتوقيف لبنان رياضيا”. وشدّد عبّود على أن “الشرعة الأولمبية تقول بشكل جدا واضح عدم خلط السياسة بالرياضة، وما قامت به البعثة الأولمبية هو عدم تنفيذ روحية الشرعة”.

ولفت عبّود الى أنه “يجب ألا نصوّر الأمر كأنه انجاز بطولي لأننا دائما نذهب الى الأولمبياد من أجل هدف معيّن ونعود بتحقيقنا شيئا خارج إطار الرياضة”، داعيا للنظر الى وضع البعثة اللبنانية في الرياضة لأنه بالوقت الذي نحن نقوم بهكذا أفعال في المقابل لان نقدم أي نتيجة فعلية بالبطولات”.

وأوضح عبّود أنه “بالنهاية لا يمكننا ألا ان نحترم موقف البعثة اللبنانية من اسرائيل خصوصا أنها دولة عدوة، ولكن من ناحية أخرى لا يمكننا تعظيم الأمر واعتباره انجازا وطنيا، وهناك من بدأ يعتبر الأمر بمثابة ميدالية ذهبية للبنان بالوقت أن وضع الرياضة في لبنان جدا متراجع، ولبنان في الساحة الأولمبية غير موجود إلا ببعض الاستثناءات الطفيف”.

ودعا الى “وضع الامور بنصابها الصحيح، فردة الفعل التي حصلت جيدة ولكن يجب الا نعطيها اكبر من حجمها على انها انجاز تاريخي للرياضة لأنه بالوقت الذي نحن نعتبر ان هكذا فعل انجاز وطني، فاسرائيل تطور رياضتها وتحقق النتائج”.

رمضان: تصرف “عفوي”

في الجهة المقابلة، شدد عضو اللجنة الأولمبية مازن رمضان في حديث لـIMlebanon   على أن “ما حصل لم يؤد الى انتهاك الشرعة الأولمبية ومن يتحدث عن هذا الأمر فهو غير مطلع عليها”، موضحا أن “الشرعة الأولمبية تُطبق فقط اثناء اللعب على ارض الملعب او الحلبة، أي أنه في حال انسحب اي لاعب من المواجهة تحت حجة عنصرية او عرقية او طائفية هنا يكون قد انتهك قوانين الشرعة”، مشيرا الى أنه داخل القرية الأولمبية اي (خارج ارض الملعب) اذا اشتبك وفدان مع بعضهما فهذا الأمر لا علاقة له لا بالألعاب ولا بالمنافسة ولا بالشرعة الأولمبية”.

رمضان أضاف أن “ما قامت به البعثة اللبنانية هو تصرّف عفوي تجاه الاستفزازات التي قامت بها البعثة الاسرائيلية حيث عمدوا على تصوير اللاعبين اللبنانيين بهواتفهم، لذلك البعثة اللبنانية لم تتقبل الموضوع وطلبت منهم عدم التصوير ومن بعدها أصرّت البعثة الاسرائيلية على الصعود على الحافلة مع اللاعبين اللبنانيين على الرغم من وجود 150 حافلة أخرى، فهذا الامر يؤكد ان الاسرائيليين هم من ارادوا افتعال الاشكال، وهذا الامر لا يعد خرقا للشرعة”.

ولفت رمضان الى أن “البعثة اللبنانية لم تتعرض للبعثة الاسرائيلية بل صعدت الى الحافلة كما طلبت منها اللجنة المنظمة”، موضحا أن “اللاعبين اللبنانيين لم يتعمدوا افتعال الاشكال لتسجيل اي موقف او لتسجيل اي انتصار”، مشددا على أن “الاشكال لا علاقة له بالرياضة وحصل خارج جو المنافسة وليس داخل أرض الملعب والامر غير مخطط له وردة الفعل جاءت بطريقة عفوية، والوفد اللبناني بأكمله قلب واحد وردة فعله كانت موحّدة”.

شربل: لم يحصل اعتداء

من جهته، أوضح المسؤول عن الصفحة الرياضية في صحيفة “النهار” الصحافي ناجي شربل لـIMlebanon، أن “البعثة اللبنانية لم تنتهك الشرعة الأولمبية عبر منعها البعثة الاسرائيلية من الصعود معها على الحافلة نفسها خصوصا وأن كل بعثة عندها حافلتها الخاصة، وهم تعمدوا استفزاز اللبنانيين عبر تصويرهم”. وسأل “لو صعدت البعثة الاسرائيلية الى الحافلة ما الذي كان حصل في لبنان؟”، مضيفا أن “رئيس البعثة الذي اسمه سليم الحاج نقولا اخذ تلك المبادرة التي لها دليل كبير على الصعيد الوطني اللبناني، ورمزية هذا الموقف هو ان كل لبنان ملتزم بالقانون اللبناني اي العداء مع اسرائيل”، مشددا على أن “الشرعة لم تنتهك فالبعثة اللبنانية لم تعتد على البعثة الاسرائيلية وكل ما فعلته هو انها منعتها من الصعود الى الحافلة”، لافتا الى أن “مخالفة الشرعة يحصل إذا رفض لاعب مواجهة لاعب آخر، وهذا ما حصل مع لاعبة الجودو السعودية التي كانت ستواجه لاعبة اسرائيلية فإدعت انها مصابة، ولم تقل أنها لا تريد أن تلعب لانها لو قالت ذلك لكانت نالت عقوبة”.

وأكّد أنه “لو صعدت البعثة الاسرائيلية على متن الحافلة لكانت قامت الدنيا ولم تقعد وكانت اتُهمت البعثة اللبنانية بالخيانة العظمى”

بين الرياضة والسياسة خلط وتسجيل مواقف وتبقى الانجازات اللبنانية على ارض الميدان غائبة. الى متى؟