IMLebanon

معركة حلب… السلاح من تركيا!

aleppo

 

كشفت العمليات العسكرية الأخيرة في سوريا للفصائل المسلحة في حلب في مواجهة قوات الجيش السوري، عن مزيد من فصول الدعم الخارجي والإقليمي الذي يتلقاه المسلحون سعياً لإعادة خلط الأوراق الميدانية وتحسين ظروف تفاوض الدول الراعية لهم في مقابل موسكو ودمشق.

ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن عدد من الناشطين والمسلحين، الذين رفضوا ذكر أسمائهم تبعاً لحساسية الموقف، أن جهات خارجية تولت تجديد أسلحة الفصائل المقاتلة وزودتها بالأموال والمعدات قبل المعارك الأخيرة وخلالها.

يقول أحد الناشطين القريبين من المعارضة: “أحصينا في الآونة الأخيرة دخول عشرات الشاحنات المحملة بالاسلحة إلى سوريا آتية من تركيا، هذه التحركات كانت تحدث بشكل يومي وعلى امتداد اسابيع، ونحن لا نتحدث عن بعض الرصاص والبنادق، نتكلم هنا عن شحنات أسلحة تضم قطع مدفعية”.

هذا الكلام يؤكده ما كشفه عدد من المسلحين، إذ أوضحوا أن الإمدادات والأموال التي كانت تصل خلال الاسابيع الماضية كان مصدرها دول إقليمية داعمة، من بينها السعودية وقطر، وكانت تصل على متن شاحنات تعبر الحدود بين تركيا وسوريا.

وعن مشاركة “جبهة النصرة” المصنّفة إرهابية في الهجوم المدعوم والممول خارجياً، أشار المسلحون إلى أن المسؤولين الاميركيين الذين يدعمون ما يسمونه بـ “المسلحين المعتدلين” غضّوا الطرف عن مشاركة “النصرة” لضمان نجاح الهجوم، وبالتالي إيجاد موطئ قدم ثابتة للمسلحين في حلب، وفي هذا الإطار، يقول أحد الديبلوماسيين الغربيين على اتصال بـالمعارضة إن الأميركيين يعلمون بالطبع حقيقة ما يجري، لكنهم تجاهلوا ذلك لزيادة الضغط على روسيا وإيران.

ويوضح ديبلوماسي غربي أن مشكلة فصائل “المعارضة” المسلحة لم تكن يوماً متعلقة بعدم امتلاكهم للأسلحة، مشيراً إلى ان النجاحات التي تحققت مؤخراً لا تعود فقط للمساعدة الخارجية، إذ أن تأثير “فتح الشام والجماعات الجهادية الأخرى المنضبطة بشكل لا يصدق وامتلاكها للكثير من المقاتلين المستعدين لتفجير انفسهم على جبهات القتال” كان له الأثر الأكبر في تحقيق تلك المكاسب.

يقول أحد رموز “المعارضة” المقيمين في تركيا، إن أموالاً كثيرة صرفت خلال الشهر الماضي على المسلحين من أجل التنسيق في ما بينهم للقتال جنباً إلى جنب، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة التي تدفع المسلحين للقتال إلى جانبنا كانت عن طريق إعطائهم الأموال.

ويشير محلل عسكري مقرب من دول الخليج إلى أن الدعم الخارجي لم ينحصر فقط بتقديم السلاح، إذ أن بعض مقاتلي “فتح الشام” تلقوا تدريباً عسكرياً عالياً، وهو ما تؤكده لقطات فيديو أظهرت قدرتهم على قصف أهداف متتالية ضمن دائرة قطرها 100 متر، لافتاً إلى أن القيام بذلك يتطلب الحصول على خبرات مدربين يمتلكون فهماً عسكرياً كبيراً.

على خط مقابل، انتقلت معركة حلب التي تكبدت فيها القوات الحكومية خسائر فادحة إلى مجلس الأمن، حيث ربطت فرنسا والولايات المتحدة استئناف محادثات جنيف بإيصال المساعدات للمدينة، في حين أصرت موسكو على عدم وضع أي شرط مسبق لبدء المفاوضات.

وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، مجلس الأمن أنه يهدف إلى عقد المفاوضات في أواخر آب الحالي، وذلك في اجتماع مغلق عقد في نيويورك على وقع عزم القوات الحكومية والمعارضة على حد سواء شن معركة جديدة في حلب، شمالي سوريا.