كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:
هادئة كعادتها هي بنشعي، فلا جديد يلوح في الأفق الرئاسي، ولا تطورات سياسية محلية أو إقليمية تشير الى قرب إنجاز هذا الاستحقاق، ولا زحمة زوار على جدول مواعيد النائب سليمان فرنجية الذي يقتطع بعضا من وقته ليواكب نجاح عقيلته ريما في «مهرجان إهدنيات الدولي»، وإنتعاش الحركة السياحية والاقتصادية في إهدن في كل صيف منذ سنوات.
هذا الهدوء، لا يلغي حالة الترقب السائدة في بنشعي لكل شاردة أو واردة سياسية، إضافة الى اتجاه «المردة» الى امتصاص الفورة الرئاسية لدى «التيار الوطني الحر» المتفائل بقرب وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، والعمل على استيعابها والتعاطي معها ببرودة شديدة.. جدا!
ويأتي ذلك إنطلاقا من الثقة التي تحكم العلاقة بين فرنجية والرئيس سعد الحريري الذي تشير المعلومات الى أنه أبلغه مؤخرا أنه ماض في مبادرته الرئاسية حتى النهاية، وأنه لن يتخلى عن ترشيح زعيم «المردة» الى رئاسة الجمهورية، علما أن الحريري على تنسيق دائم ومستمر في هذا الموضوع مع الرئيس نبيه بري الذي زاره فرنجية الاسبوع الفائت وأكد من عين التينة أنه ماض في ترشحه وأنه لن يتنحى لأي كان، طالما أن هناك من يؤيده.
وقد ترجم الحريري ذلك في اجتماع «كتلة المستقبل» الذي خصصه للبحث بالشأن الرئاسي، حيث وضع نوابه في كل الظروف التي أحاطت باطلاق مبادرته الرئاسية التي خرج جميع المشاركين بانطباع بأنها ما تزال مستمرة، وأن البديل لها هو رئيس توافقي من خارج سياق المرشحين فرنجية وعون.
ويمكن القول أن كل «حواس» تيار «المردة» كانت مستنفرة باتجاه اجتماع «كتلة المستقبل» النيابية والنقاش الرئاسي الدائر فيها، وما تم تسريبه منها أو نقله عن المشاركين فيها، برغم تأكيد مصادر قيادية في «المردة» أن نقاش الكتلة في أي استحقاق سياسي «هو حق من حقوقها، وشأن داخلي ليس لنا أو لغيرنا الحق في التدخل فيه أو التعليق عليه سلبا أو إيجابا، فكل تيار يقوم بمناقشة قراراته في إجتماعات من هذا النوع وهذا أمر حيوي».
وتقول هذه المصادر لـ «السفير» إن السقف الذي نتعامل به اليوم، هو ما قاله النائب فرنجية من عين التينة بعد زيارته بري، حول استمرار ترشحه لرئاسة الجمهورية.
وتلفت مصادر «المردة» الانتباه الى أن مبادرة الحريري الرئاسية ما تزال قائمة، وهذا يعني أن ترشيح فرنجية ما يزال مستمرا، وهناك تواصل دائم بين الرجلين والعلاقة بينهما جيدة جدا.
ويقول مقربون من فرنجية «من الطبيعي أن يخلق طول أمد المبادرة الرئاسية نقاشا على نطاق واسع حولها، لا سيما ضمن «المستقبل»، ومن الطبيعي أيضا أن يستغل «التيار الحر» كل ثغرة يمكن أن تظهر في هذه المبادرة لتحقيق هدفه بايصال الجنرال الى قصر بعبدا».
ويضيف هؤلاء: «في النهاية، فان مبادرة بهذا الحجم أدت الى انتقال الحريري من خيار مرشح 14 آذار الى خيار مرشح في 8 آذار، والمروحة الوطنية التي أيدتها، والقبول والتشجيع الدوليان والاقليميان لها، لا يمكن أن تتبدل أو تتغير بين ليلة وضحاها، وبالتالي فان الأمور تقاس بخواتيمها»..
يذكر أن وزير الداخلية نهاد المشنوق جدد القول انه ما زال مقتنعاً بان انتخاب رئيس للجمهورية سيتم قبل نهاية هذه السنة، ونقلت عنه قناة «أن. بي.أن» انه لم يحصل تصويت داخل «المستقبل» حول ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة «انما ما حصل كان تشاورا حول الخيارات السياسية الواجب اتباعها»، مضيفا «نحن لسنا تيار انتظار سياسي بل تيار قرار وواجبنا مناقشة أي خيار في المرحلة المقبلة ونتصرف على أساسه»