IMLebanon

عنصر من “داعش”: هذا ما رأيته في الرقّة

da3esh-isis

 

كتبت لينا فخر الدين في صحيفة “السفير”:

ما إن وصل معتزّ س. إلى الرقّة، حتى بدأت الأفكار تدور في ذهنه: “كيف جئت إلى هنا؟”. رحلة ابن بيروت إلى الرقّة تختصر مقولة “من هالك لمالك لقبّاض الأرواح”.

تعرّف معتز على مقاعد الدّراسة في كليّة الشريعة في دار الفتوى، على صديق وزميل “يخاف الله” هو عمر ع. الذي عرّفه بدوره على القياديّ اللبناني في تنظيم “داعش” شاكر الشهال.

في بادئ الأمر، اقتنع بأنّ ما حدّثه عنه الشّهال هو الصحيح وأنّ تشجيعه على القتال في سوريا والانضمام إلى “داعش” هو “عين العقل” بغية “نصرة الإسلام وأهل السنّة”. ولذلك، لم يفكّر ابن الـ21 عاماً بالعواقب التي يمكن أن تترتب على خطوته المقبلة، بل توجّه إلى تركيا بعدما زكّاه الشهال، ودخل منها إلى سوريا وتحديداً إلى الرقّة حيث تعرّف على عدد من قياديي “داعش” وأبرزهم اللبنانيّ الملقّب بـ“أبو قتادة” (من بلدة مجدل عنجر) وهو حائز جنسيّة كنديّة.

أيّام معدودة وبدأت تتكشّف الحقيقة. أصوات الأحكام بتنفيذ “أحكام الله” (الإعدام) على عدد من مقاتلي التنظيم، وصور الرؤوس المقطوعة والتي صفّت بعناية على الحائط، زرعتا الرّعب في نفسه، فـ“هذا ليس الإسلام الذي تعلّمته في دار الفتوى” (لبنان).

ما زاد خوفه هو منعه من التكلّم مع أهله عبر الهاتف. قياديو “داعش” لم يتوانوا عن تكفير والديه وبالتالي حظر التّواصل معهما، بالإضافة إلى تكفير دار الفتوى التي لا تلتزم بـ“تعاليم الدين”.

كلّ ذلك، دفع بمعتزّ إلى الطّلب من قياديي “داعش” السّماح له بالعودة إلى مسقط رأسه بيروت، ولكنّ هذا لم يحصل بل كان مصيره الحبس 7 أشهر بانتظار تنفيذ حكم الإعدام به.

وبعد مدّة وجيزة، راوغ الشاب وطلب من المسؤولين عنه الغفران واعداً بالعودة كمقاتل إلى صفوف التنظيم. ولذلك، سلّمه هؤلاء وظيفة إداريّة، حيث تعرّف على شاب سوريّ يعمل في مجال التّهريب وساعده في الاتصال بوالديه والاستحصال على مبلغ من المال أرسله له والداه عبر مكتب لتحويل الأموال في الرقّة.

واستطاع الشاب السوريّ أن يهرّبه من الرقّة إلى تركيا، ليعود معتزّ إلى لبنان حيث سلّم نفسه إلى المديريّة العامّة للأمن العام فور وصوله.

أمس، وقف الشاب أمام رئيس المحكمة العسكريّة العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم، ليردّد: “أعترف بأنني أخطأت، وأطلب السّماح”، ليجيبه إبراهيم: “أنت يجب أن تسامح نفسك، لأنّك أخطأت بحقّ نفسك”.