Site icon IMLebanon

رئيس قبل بلوغ نيران المواجهة العربية – الإيرانية لبنان؟!

 

 

 

كثرت الرهانات اللبنانية على التطورات الاقليمية لإخراج رئاسة الجمهورية من خرم الابرة العالقة فيه منذ سنتين ونيف، بعد أن سلّم معظم القوى السياسية المحلية باستحالة إنجاز الاستحقاق بمعزل عن المعادلات المتحكمة بالمنطقة، خصوصا في ظلّ رفض جزء منها الرضوخ لأصول اللعبة الديموقراطية وقواعدها، على حد تعبير مصادر سياسية مستقلة لـ”المركزية”. فكان أن هلل فريق للتدخل الروسي في سوريا واعتبره سيوصل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، كون خطوة موسكو تصب في صالح النظام السوري، المدعوم من حزب الله، المتحالف بدوره مع التيار الوطني الحر. الا ان الانتخاب لم يتم وانتقل التعويل الى المسعى الفرنسي الذي تنقل بين ايران والسعودية لمحاولة تقريب وجهات النظر بينهما علّ هذا التقارب ينقذ الرئاسة، الا انه سقط أيضا. مؤخرا، رصد اللبنانيون تطورات حلب، وبعد محاصرتها من قبل النظام وحلفائه، اعتبر من يدورون في فلك “محور الممانعة” أن تقدّم الاخير في الميدان السوري سيرفع أسهم الجنرال عون مجددا وذهبوا الى حدّ الترويج لفكرة أنه قد ينتخب في آب الجاري، الا ان جلسة 8 آب الرئاسية مرت عقيمة كسابقاتها والحصار على حلب، فُكّ… اليوم يقول البعض، وفق المصادر، ان أيلول قد يكون طرفه بالرئاسة “مبلول”، في حين يعتبر أكثر من طرف سياسي ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الاستحقاق سيحصل حتما قبل نهاية العام.

واذ تنفي علمها بما اذا كان كلام “عراب الحوار” تمنياً أم مبنيا على معطيات ومعلومات توافرت لديه، تعتبر المصادر ان هذا “الموقف” الرئاسي قد تكون له مبرراته، قبل أن تكشف عن ضغوط دبلوماسية غربية ودولية كثيفة تمارس على لبنان راهنا، لاستعجال الانتخابات الرئاسية وإستكمال عناصر جسمه السياسي تحصينا لمناعته واستقراره، وذلك في أسرع وقت، مشيرة الى ان هذه الرسالة نقلها أكثر من دبلوماسي في الأسابيع القليلة الماضية الى المسؤولين اللبنانيين.

وتضيف المصادر ان هؤلاء تحدثوا مع من تواصلوا معهم من القادة المحليين، عن خشية كبيرة على الوضع الامني في ضوء تدهور العلاقات العربية الايرانية عموما والسعودية – الايرانية والمنحى التراجعي الذي تسلكه منذ مدة، وقد تجلى في تعثر المفاوضات اليمنية واستفحال المواجهات السورية، محذرين من انتقال لهيب الكباش السني – الشيعي الى الداخل فيضرب الاستقرار من جهة ويزيد التعقيدات السياسية من جهة أخرى، داعين اللبنانيين الى ايجاد أرضية تفاهم تخرج الرئاسة من شباك المناكفات قبل فوات الاوان. وفي هذا الاطار، ترى المصادر ان غياب عدد من الدبلوماسيين العرب والخليجيين عن الساحة اللبنانية في هذا الوقت بالذات، قد يكون متعلقا بحسابات سياسية وأمنية، وإن قيل علنا ان هؤلاء غادروا لتمضية عطلة الصيف خارجا.

وفي مقابل التحذيرات والنصائح الغربية ووسط المخاوف من أن يكون آب “لهّاباً” أمنيا، تعرب المصادر عن أسفها لكون اللبنانيين يستكملون رقصهم على حافة الهاوية، معتبرة ان المواقف التي سجلت في الساعات الماضية لا توحي بالخير، بل تدل الى مزيد من التصلب السياسي، متوقفة في السياق عند الكلام الذي صدر عن أكثر من مسؤول في التيار الوطني الحر ولوّح فيه بالتصعيد، وبتغيير أسلوب المواجهة، اذا لم ينتخب العماد عون رئيسا قبل أيلول المقبل.