كتبت صحيفة “السفير”: من بين مباني العاصمة، باتت تتّخذ الطائرات المدنيّة خط سير جوياً أثناء هبوطها في “مطار رفيق الحريري الدولي”. لا تمرّ ساعة، إلّا ويسمع سكّان بيروت هدير هذه الطّائرات، خصوصاً أنّ الأمر لم يكن على هذه الحال سابقاً.
ما يزيد الطين بلّة، أنّ أحد المسؤولين المعنيين تحدّث عن عطل طرأ على جهاز “ILS (Instrument Landing System)، الذي يستخدم في توجيه الطائرات أثناء هبوطها على المدرج البحريّ. ولذلك، عمدت المديريّة العامّة للطيران المدني الى إجبار الطائرات على الهبوط في المدرج الثاني، ريثما يتمّ إصلاح هذا العطل.
وعليه، تنضمّ هذه الأزمة إلى سلسلة الأزمات التي يُحكى عنها في “مطار بيروت”، والتي تطفو على السّطح في كلّ مدة، وتسبّبت في الفترة الماضية بسجالٍ بين وزير الدّاخليّة والبلديّات نهاد المشنوق ووزير الأشغال العامّة غازي زعيتر. إذ إنّ “بعض المتشائمين” يشيرون إلى أنّ عطل الـ “ILS” لن يكون الأخير، بل ستكشف الأيّام المقبلة الكثير من الأعطال التي بدأت تطال التجهيزات الخاصّة بالمطار، بدءا من عملية توقيف السيارات عند مداخل السفر والاستقبال وصولا الى المدرجات والسور والكاميرات، مرورا بأجهزة “السكانر” المعطلة والخدمات المتردية في مبنى المطار (تبريد وصيانة ونظافة الخ…)
يقول المدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين لـ “السفير” إنّ تحويل مسار الطيران إلى المدرج الثاني الذي يحمل الرقم 17 ليس مرتبطاً بعطلٍ، بل بسبب تحديث الـ “ILS” الذي كلّف حوالي الملياري ليرة لبنانيّة، معلناً أنّ الانتهاء من تحديث النّظام الآلي والعودة إلى استخدام المدرج البحري سيكون قبل نهاية هذا الشهر.
ويشدّد شهاب الدين، على أنّ بعض الطّيارين يفضّلون الهبوط في المدرج البحري مستندين الى تقديراتهم والعين المجرّدة، فيما يفضّل آخرون الهبوط بحسب نظام “ILS” السّاري المفعول في المدرج القديم الرقم 17.
ويلفت شهاب الدين الانتباه إلى أنّ لا خطورة بتحليق الطائرات فوق العاصمة، خصوصاً أنّنا قمنا بتجربة مدروسة وناجحة (flight check) وإلّا لما كنا عمدنا إلى استخدام هذا المسار، مشيراً إلى “أنّنا في كلّ عام نقوم بهذه التّجارب عبر طائرة تابعة لشركة فرنسيّة تقوم بتجارب المسارات، وهذا ما يكلّف حوالي الـ70 ألف يورو سنوياً، حتى نتأكّد من نسبة الأمان والسّلامة”.
وينفي شهاب الدين أن تكون هناك أعطال في تجهيزات المطار، قائلاً: “على العكس تماماً، لا مشكلة أبداً وإنّنا نقوم دورياً بتحديث الأنظمة والتأكد من سلامة الطيران”.