بين سحر غابة الأرز وروعة الإبداع، وبين تمايل الأجساد المنسجمة ولحن الموسيقى الرائع، وبين الماضي بجمال بنائه والحاضر بتطور تقنياته، تجلّى فن مسرح “كركلا” في رحلة “كان يا ما كان” على خشبة مسرح “مهرجانات الأرز الدولية” التي حضرها، الى جانب نائب المنطقة ستريدا جعجع: رئيس اتحاد بلديات المنطقة ورئيس بلدية بقاعكفرا ايلي مخلوف ورؤساء البلديات: بشري فرادي كيروز، حدشيت روبير صقر، بان جوزيف خضير، بزعون رامي ابو فراعة ، حصرون جيرار السمعاني، حدث الجبة جورج الشدراوي، قنات الدكتور انطوان سعاده، عبدين نبيل ابو النصر، واعضاء مجلس بلدية بشري، الدكتور طارق الشدياق رئيس لجنة جبران الوطنية، منسق القوات اللبنانية في المنطقة جوزيف اسحاق، منسق مدينة بشري فادي الشدياق، رئيس لجنة اصدقاء غابة الارز رودي رحمه، المونسنيور يوسف الفخري، الاب خليل رحمه، الخوري هاني طوق، الخوري شربل مخلوف، الاب شربل كيروز، الخوري جوزيف طوق، الخوري بيار سكر، بعض الرؤساء السابقين للبلديات في المنطقة. كما حضر المهرجان عدد من الفعاليات اللبنانية ورجال الاعمال وهم: كمال الحايك ، زياد الحايك، شفيق تابت، منصور رحمه، روجيه كيروز، مرسال كيروز، جوني حميد كيروز، جوزيف عون، نديم سلامه وحبيب حسني.
على ألحان موسيقى ريمسكي كورساكوف، موريس رافيل وعبد الحليم كركلا، صاحب السيناريو والحوار أيضاً، ووسط ديكور ضخم وأزياء منسجمة الألوان، وتقنيات بصرية مدهشة، رافق جمهور مهرجانات الأرز الدولية فرقة كركلا في رحلة مسرحية راقصة بعنوان “كان يا ما كان”.
تميّز العرض بضخامة مشهدية وانسياب حركي تفاعلي لأجساد تتمايل بخفة وإتقان، وحركة مسرحية تتكيف ومشاهد مصورة ولوحات عرضت على شاشات شكلت جزء من البناء الهيكلي للديكور وللعرض في آن معاً، في حين أن السينوغرافيا الافتراضية من توقيع سيرجيو ميتالي، وصمم الاضاءة ياكوبو بانتاني.
“كان يا ما كان” مسرحية راقصة من ثلاثة فصول، تضم 80 راقصاً، استوحى مخرجها ايفان كركلا قصصها انطلاقاً من تقاليد الشرق وقصوره الفخمة، وما تخفي خلف جدرانها من اسرار وخفايا ومؤامرات، فيما وضعت الكوريغرافيا أليسار كركلا التي برعت في رسم الخطوات وحركات راقصيها بما يعبّر عن أجواء القصص التي تضمنتها المسرحية.
لم يعتمد عمل مسرح كركلا هذه المرة على الحوارات الكلامية فقط، بل اندمجت الاجساد اللينة والمتحركة بالموسيقى، وزادت من روعة الإستعراض خفة الراقصين واتقانهم فكانت الخشبة تتفاعل بأجساد متمايلة تزهوها ألوان الأزياء الفخمة.
ينطلق الفصل الاول من العمل على موسيقى رمسكي كورساكوف فننتقل الى قصر الف ليلة وليلة حيث يتوج شهريار ملكاً، وتأتي الوفود المهنئة، ونرى ذلك في تنوع اساليب الرقصات. لكن الفرح سرعان ما ينقلب الى حزن، ولعل اجمل المشاهد مقتل الاميرة واندلاع النار في القصر في اجواء شكسبيرية حيث الجنون والفانتازيا والحب والموت.
ويفتتح الفصل الثاني بسينوغرافيا رائعة حيث ترفع تنورة واسعة وضخمة تخبىء الراقصين، والى السوق حيث باعة السجاد والاقمشة والأجساد وعلى جانبي الخشبة، والناس على الشرفات، حيث يتسابق الاغنياء على شراء النساء، على انغام موسيقى بوليرو لرافيل مطعمة بآلات شرقية.
مع آخر الحكاية يعيدنا كركلا الى التراث اللبناني الى الجذور بتظاهرة من الفن والإبداع مع المطربين اللذين طبعا المسرح اللبناني هم جوزف عازار وهدى حداد وهذا الفصل تحية الى لبنان وفيه لوحات من الرقص الفولكوري والدبكة، قادها عميد الفرقة عمر كركلا. واطل الممثل رفعت طربيه في ادوار صغيرة خلال فصول المسرحية.
“كان يا ما كان” عمل اوبرالي رائع بضخامته وموسيقاه ولوحاته الراقصة ومؤثراته البصرية، وازيائه الباهرة بألوانها واقمشتها وتطريزها والتي صممها مؤسس الفرقة عبد الحليم كركلا، طبعت أجواء مهرجانات الأرز الدولية بسحر ابداعي راقٍ.
وتنتهي رحلة “كان يا ما كان” بسهرة شعبية في “الكارافان سراي”، مرتع الخلاّن والفرسان، حيث كان ملقى للزوار وفرحة للسمّار وبفرح عارم يستقبل صاحب الخان كل ليلة ضيوفه بالترحاب والغناء ليحيوا معاً سهرة ممتعة تدور فيها أحاديث وحكايات الماضي، ويتسلل القمر ليستمع لأغانيهم التي تملأ نفوسهم طرباً وفرحاً وتنسيهم أتعابهم بإحيائهم تراث أجدادهم.
وقبل المهرجان، حرصت النائب جعجع على استقبال الشخصيات الرسمية من سياسية وأمنية واعلامية على السجادة الحمراء وإلى جانبها منسق القوات اللبنانية في المنطقة جوزيف اسحاق، ورئيس اتحاد ورؤساء بلديات المنطقة. وكانت أناقة النائب ستريدا جعجع لافتة، اذ ارتدت عباءة من تصميم مصممة الازياء اللبنانية أمل أزهري. وكان طلاب القوات اللبنانية قد وزعوا على الوافدين الى المهرجان عند جادة سمير فريد جعجع وردة بيضاء ومياه معدنية تحمل شعار “لجنة مهرجانات الارز الدولية”.