Site icon IMLebanon

كيف سيواجه الحريري اعتصامات موظفيه في عكار؟

saad hariri 34

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

لم يكن يخطر في بال أكثر المتشائمين في “تيار المستقبل” أن تصبح زيارات مسؤوليه الى عكار محفوفة بخطر قطع الطريق عليهم، من قبل أصحاب الحقوق الذين لهم في ذمة مؤسسات الحريري تعويضات ورواتب لم تدفع لهم حتى الآن، ولا يوجد أي أفق زمني لدفعها بسبب الأزمة المالية!

وجاءت خطوة قطع طريق العبدة أمس، تزامنا مع زيارة الأمين العام للتيار أحمد الحريري الى ببنين لعقد لقاء شعبي في منزل النائب السابق مصطفى هاشم، وتلت اعتصاما حصل قبل أيام أمام مكتب “المستقبل” في كوشا للمطالبة بالحقوق المالية.

ويطرح هذا الامر سلسلة تساؤلات حول مستقبل “المستقبل” في عكار. ومن بينها: هل ما يحصل في عكار هو رسالة سياسية حقيقية للرئيس سعد الحريري؟ أم أن الاعتصامات لا تتعدى الحركة المطلبية العادية؟ وهل هناك من يغذي هذه الحركة ويوفر لها الغطاء ويدفعها الى اتخاذ مثل هذه الخطوات الميدانية التصعيدية بهدف ممارسة المزيد من الضغط على “المستقبل” في منطقة كان ولا يزال يعتبرها عقر داره؟ وكيف سيواجه “التيار الأزرق” هذا الأمر؟ وكيف ستعود قياداته الى عكار في ظل التهديدات الصريحة التي أطلقها المعتصمون أمس؟

لم يعد خافيا على أحد أن “المستقبل” يواجه أكثر من أزمة في عكار، وإذا كانت الأزمة المالية قد تجد طريقها الى الحل في وقت لاحق إذا ما توفرت السيولة محليا (وهذا ما يزال مستبعدا)، فإن الأزمة السياسية تستفحل أكثر فأكثر لأكثر من سبب:

أولا: غياب أكثرية نواب “المستقبل” عن السمع وعن التواصل مع القواعد الشعبية وإقفال مكاتبهم بحجة الأزمة المالية.

ثانيا: اهتمام النائب معين المرعبي بالعمل الإنمائي وبتنفيذ بعض المشاريع في عكار، وإن كان ذلك على حساب توتر العلاقة مع تياره كونه يعتبر أن الحكومة التي يشارك فيها “المستقبل” مقصرة في التعاطي الإنمائي مع عكار.

ثالثا: التململ الحاصل في منسقيات التيار في عكار، وصولا الى غياب البعض عن ممارسة عملهم، واتجاه البعض الآخر نحو الاستقالة.

رابعا: اضطرار الأمين العام أحمد الحريري الى القيام بزيارات أسبوعية لعكار لسد كل الثغرات الناتجة من الوضع العام لنواب ومنسقيات “المستقبل”، واستعانته ببعض النواب السابقين.

خامسا: تنامي نشاط النائب خالد ضاهر الذي تحول الى خطيب جمعة، يعتلي المنابر في القرى والبلدات التي يزورها ويؤم المصلين فيها كل يوم جمعة، وهو لا يتوانى عن التحريض على الرئيس الحريري واتهامه بأنه فرّط بالثوابت والمسلمات و “تخلى عن السنّة”.

سادسا: تمدد الوزير أشرف ريفي باتجاه عكار، وقراره خوض الانتخابات فيها، وتنسيقه الكامل مع الضاهر.

كل ذلك وغيره، يضع “المستقبل” أمام تحديات كبيرة في عكار، وتشير المعلومات الى أن الأمين العام للتيار قد كلف من الرئيس الحريري بمعالجة ما أمكن من الأزمات في المنطقة، ما يعني أن زعيم “المستقبل” قد نفض يده من أكثرية نوابه.

وتؤكد مصادر “مستقبلية” أن الوضع العام ليس بالسوء الذي يصوره البعض، بل إن للرئيس الحريري ولتياره مكانة محفوظة في عكار وان أي استحقاق قريب قد يترجم ذلك ويلغي كل التكهنات والاجتهادات في هذا الاطار، ويضع حدا لكل من يفكر بالوراثة السياسية.

وكان الموظفون المصروفون من عملهم في “تيار المستقبل” قد قطعوا الطريق الدولية عند ساحة العبدة احتجاجا على الزيارة التي يقوم بها الحريري، وقد هدد المعتصمون بتصعيد التحرك وصولا الى احتلال مكتب التيار!