Site icon IMLebanon

مناخات “مشجعة” حملت شكري إلى لبنان

تقول مصادر دبلوماسية للوكالة “المركزية”، انّ الدخول المصري الى حقل “الالغام” السياسية اللبنانية، ليس الاول من نوعه. فالقاهرة حاولت مطلع العام الجاري الاضطلاع بمسعى لبناني – اقليمي لحل أزمة الشغور الرئاسي، بالتعاون مع فرنسا، الا انه انطفأ قبل ان يبصر النور، بعدما لمست مصر من خلال جولة سفيرها في لبنان محمد بدر الدين زايد آنذاك على المسؤولين اللبنانيين ومن خلال اتصالاتها الدولية، أن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد.

أما اليوم، فيحط وزير الخارجية المصرية سامح شكري في لبنان حيث يمضي 3 أيام، وهذه الزيارة حسب المصادر، في هذا التوقيت بالذات، ليست صدفة، ولا بد ان تكون نتيجة تجمّع عوامل ايجابية شجعت القاهرة على تشغيل محركاتها مجددا. وتتابع “الزيارة لن تكون مخصصة فقط لتجديد القاهرة وقوفها الى جانب لبنان، بل لا شك انها تأتي لإحياء الجهود المصرية على خط ملء الشغور”.

وتكشف المصادر ان جزءا واسعا من لقاءات شكري مع المسؤولين اللبنانيين سيكون استطلاعيا حيث سيستمع الى وجهات نظرهم في شأن الاستحقاق الرئاسي والسبل الكفيلة بإنجازه. الا انه سيحمل اليهم في المقابل، تحذيرا من مغبة استمرار الشغور وتداعياته السلبية على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي، وسيدعوهم الى الاسراع في بلورة تفاهم داخلي على حل للازمة الرئاسية بما يواكب رياح التهدئة التي يتوقّع ان تلفح المنطقة في الاشهر القليلة المقبلة. فبعد ان بلغ التصعيد أوجه في سوريا واليمن والعراق، ستعود الاطراف المتنازعة كلّها الى طاولة المفاوضات، وعلى لبنان ان يكون بدوره جاهزا لمرحلة التسويات، حيث سينقل شكري استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لتسهيل الحل المنشود.

وتنظر المصادر بتفاؤل الى التحرك المصري، وترى ان القاهرة يمكن ان تكون أكثر الدول الاقليمية قدرة على تحقيق خرق في الازمة اللبنانية، اذا ما توافرت المناخات المناسبة في المنطقة. فشبكة علاقات مصر مع محيطها والعالم واسعة ومتينة، حيث القنوات مفتوحة بينها وبين الخليج كما بينها وبين طهران ما يسمح لها بالتواصل بسهولة مع الجانبين المؤثرين في الملف اللبناني. من دون ان ننسى انفتاحها على الولايات المتحدة وفرنسا، وتعاونها معهما لا سيما في ملف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيث تضطلع القاهرة بدور الوسيط بين طرفي النزاع.

انطلاقا من هنا، وبدلا من تفاهم يبدو حتى اللحظة مستحيلا بينها وبين السعودية، تلفت المصادر الى ان ايران ربما باتت مستعدة لنسج تسوية “ما” مع مصر في شأن لبنان، نظرا الى ثقلها السني وحجمها ودورها في المنطقة، لا سيما بعد أن فقدت طهران ورقة “حماس” في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وورقة الحشد الشعبي في العراق، وتكاد ورقة الحوثيين تسقط منها في اليمن. وعليه، قد تلجأ ايران الى التعاون مع مصر لايجاد حل يحفظ لها مكسب “حزب الله” في لبنان قبل فوات الاوان. وتختم مشيرة الى ان مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة الانفتاحية تجاه الرئيس سعد الحريري وتبشير النائب محمد رعد بعده باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، توحي بتبدل ايجابي طرأ على موقف طهران، فهل قررت فك أسر الرئاسة وتسليم مفاتيح أغلالها الى القاهرة؟