Site icon IMLebanon

“مقوّيات جنسية” أم “حبوب هلوسة”… في جامعات طرابلس!

 

كتب عمر ابراهيم في صحيفة “السفير”:

تعترف مصادر أمنية بأن “هناك أحياء وأزقة في طرابلس يحاول بعض مروجي حبوب الهلوسة تحويلها إلى ما يشبه “الباطنية” (الفيلم المصري الذي تحدث عن حي الباطنية في مصر والذي اشتهر بتجارة المخدرات). لكن في الوقت نفسه تؤكد صعوبة التصدي لهذه الظاهرة التي تفشت بشكل كبير بين مختلف شرائح المجتمع، بعدما كانت حصرًا ضمن بيئة معينة يتم استغلال ظروف أبنائها الاجتماعية والاقتصادية.

وجد تجار المخدرات على أنواعها مساحة لهم في طرابلس التي يعاني عدد كبير من أبنائها الفقر والبطالة. بدأوا بتنشيط تجارتهم مستغلين الغياب الرسمي والمجتمع المدني والأهلي عن أي دور في التوعية لمواجهة هذه الظاهرة، فاقتصر الأمر على بعض الندوات غير المجدية. واللافت للانتباه هو عجز الأجهزة الأمنية الواضح عن وضع حد للخطر المحدق بشباب المدينة، برغم حملات الاعتقال المستمرة في صفوف المتعاطين وصغار التجار.

والمثير للاستغراب هو تمدّد واتساع رقعة عمل عصابات المخدرات، في المدينة التي تكاد تكون أشبه بمعسكر إذ لا يوجد فيها شبر خارج سيطرة الدولة.

ونظرا لقدرة هؤلاء على التلاعب بالعقول تحولت تجارتهم إلى أمر مقلق خصوصا مع المعلومات المتوافرة عن وجود خط لهذه التجارة بين لبنان وسوريا في ظل الحديث عن أن هذا الخط يحظى بغطاء أشخاص نافذين يديرون شبكات تعمل لحسابهم وتحت إمرتهم.

ويعمل تجار المخدرات في طرابلس بطريقة تحقيق رغبات كل شريحة، فهم في المناطق الغنية يستدرجون ضحاياهم بالإقناع بأن هذه الحبوب هي مقوٍّ جنسي، اما في المناطق الشعبية فهي تساعد على مواجهة “شبيحة” الشوارع وعدم استهابتهم، في حين يتم التركيز على الطلاب بإقناعهم ان لهذه الحبوب قدرة على المساعدة على التركيز في استيعاب الدروس وعدم التعب من السهر خلال التحضير للامتحانات.

وفيما أوقفت الأجهزة الأمنية مجتمعة خلال الشهر الماضي أكثر من 22 شخصا، من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، علمت “السفير” أنّ “هذه الأجهزة ترصد العديد من هؤلاء التجار تمهيدا لتوقيفهم أو مداهمة مستودعاتهم الممتلئة بحبوب الهلوسة، وأن منهم من يطلق على نفسه لقب “زعيم الباطنية”، وهو قد افلت مرارا من التوقيف، بعدما استغل واقع المناطق الشعبية التي يتحصن فيها، ان كان في منطقة باب الرمل او البحصة او الحارة البرانية وصولا الى القبة، فضلا عن مخيم البداوي برغم التعاون الذي تبديه الفصائل الفلسطينية في توقيف أي مطلوب للأجهزة الأمنية.

وعلى الرغم من أن هناك المئات من الأشخاص الضالعين في الترويج للمخدرات، وهم من جنسيات مختلفة، إلا أن الأجهزة الأمنية تركز اهتمامها على شخص بارز لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما وهو يعتبر من بين ابرز التجار في الفترة الأخيرة، وهو يتحصّن في أحياء لا تدخلها السيارات ويعتمد على أسطح المنازل المتلاصقة للفرار كلّما جرت عملية مداهمته.

ويروي بعض الاشخاص الذين فضلوا عدم الكشف عن اسمائهم انهم تعرضوا لمحاولة خديعة من قبل مروجي الحبوب، حيث عرضوا عليهم أصنافً متعدّدة وبأسعار تراعي ظروفهم الاقتصادية، وأنّ هذا الأمر يتكرّر في مقاهٍ شعبية أو أخرى راقية أو في الجامعات.