ارتفع منسوب الضغط الممارس لانتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت، ارتفع في المرحلة الاخيرة الى حده الاقصى على خطين لبناني داخلي وخارجي اوروبي، وفق ما أكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ”المركزية”، فبرز في الخط الاول شريط لقاءات عقدت في الحاضرة الفاتيكانية مع شخصيات مارونية لبنانية تركزت في شكل خاص وفق المصادر، على أسباب انكفاء دور بكركي الرئاسي وابعاد القادة السياسيين انفسهم عنها، بعدما كانت صاحبة الكلمة الفصل في هوية الرئيس معنويا ودورها مشهود له على مر التاريخ، نسبة لموقعها ورمزيتها في ما يتصل بالوجود المسيحي في الشرق الاوسط. وتم التأكيد على وجوب استعادة هذا الدور والمبادرة الى تحريك الاستحقاق بالسبل الممكنة وعدم الاكتفاء بحث السياسيين على انجاز المهام المنوطة بهم دستورياً.
وفي حين يستكمل الفاتيكان لقاءاته اللبنانية، تضيف المصادر، يعمل في الخط الثاني على تكثيف اتصالاته الخارجية وفي شكل خاص مع الدول المهتمة بلبنان وفي مقدمها فرنسا لكسر طوق الفراغ، وهو ما اثاره قداسة البابا فرنسيس مع الرئيس فرنسوا هولاند في لقائهما الأربعاء 17 آب خلال عرض مفصّل تناول اوضاع مسيحيي الشرق وسبل وقف نزف الهجرة المتمادية والمضطردة، ودور الرئيس اللبناني باعتباره المسيحي الوحيد في المنطقة.
وتوازياً، تفيد المصادر ان دوائر الكرسي الرسولي توظف علاقاتها الجيدة جدا مع سفير ايران لديها محمد طاهر رباني المبنية على اساس المبادئ والخطاب المشترك والفهم المتبادل للتعاليم الدينية والاخلاقية، والتي تتجسد في حوارات مشتركة على مستوى مفكري البلدين تناقش البحوث الكلامية والنظرية في طهران وقم والفاتيكان، من اجل محاولة فك أسر رئاسة لبنان واسقاط هذه الورقة من بازار المفاوضات الدولية. وتوضح المصادر ان السفير رباني ينقل رسائل من الدوائر الفاتيكانية الى المسؤولين في بلاده بصورة شبه دورية.
وتبعا لذلك، تؤكد ان رئاسة لبنان تتحرك في أكثر من اتجاه في الوقت نفسه، علّ الضغط المتعاظم يفلح في تحقيق خرق في مكان ما، علما ان فرنسا وكما تشير المصادر، ستتولى اخراج الحل من خلال مبادرة قد تكون على شكل سلة ثنائية المضمون وفيها اسم الرئيس العتيد وقانون الانتخاب.