كتبت ايفا ابي حيدر في صححيفة “الجمهورية”:
أكد المديرُ العام للطيران المدني محمد شهاب الدين أنّ التجهيزات الأمنية التي سيتمّ شراؤها لمطار رفيق الحريري الدولي متطوّرة جداً، ستجعل مطار بيروت من أكثر المطارات أماناً، على عكس ما صرّح به أمس النائب سيرج طورسركيسيان من أنّ التجهيزات التي تعتزم “الأشغال” شراءها مرّ عليها الزمن كونها تعود الى العام 2008.بعد أخذٍ وردّ حول التجهيزات في مطار بيروت خصوصاً بعد إثارة طورسركيسيان مدى جودة المعدات، تفاعل هذا الملف في أروقة المطار وعلى أعلى المستويات، خصوصاً أنه يدخل ضمن الملفات الجدَليّة التي يتمّ تداولها أخيراً في الساحة السياسية.
وفي ردٍّ على كلام طورسركيسيان، استغرب المدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين ما صدر من اتهاماتٍ مشدِّداً على أنّ المواصفات المطلوبة وضعتها لجنةٌ متخصِّصة تابعة للطيران المدني.
وأكد أنّ التجهيزاتِ الأمنية التي سيتمّ شراؤها لمطار رفيق الحريري الدولي هي تجهيزات أمنية متطوِّرة جداً وليس صحيحاً أنها تعود للعام 2008، علماً أنه لم يتم حتى الآن الإعلان عن الشروط والمواصفات المطلوبة.
وأشار الى أنّ التجهيزات المطلوبة اليوم هي تجهيزات متخصِّصة بكشف المخدرات، والمتفجرات بشكل أوتوماتيكي وهي الأحدث والموجودة اليوم في أوروبا وأميركا واليابان وكندا.
وكشف لـ “الجمهورية” أنّ من ضمن الأجهزة واحداً متخصِّصاً بكشف المتفجرات أوتوماتيكياً داخل السيارات، وبكشف المتسلّلين وهو شبيه بالجهاز المعتمَد في وزارة الدفاع.
وأوضخ أنّ هذه التجهيزات تعود للعام 2016 لأنها الأكثر تطوُّراً في العالم، لافتاً الى أنّ من ضمن التجهيزات المطلوبة والتي ستتوفّر قريباً في مطار بيروت جهاز “body scan”، علماً أنّ هذا الجهاز غير متوفّر على سبيل المثال في مطار شارل ديغول في فرنسا. وأكد أنّ الأوروبيين أعربوا عن ارتياحهم وإعجابهم للخطواتِ التي “نسعى الى تحقيقها في مطار بيروت”.
ورداً على سؤال، أكد شهاب أنّ الأمن حالياً ممسوكٌ في المطار، وجهاز الأمن يعمل بطاقته القصوى، ويكثّف مخابراته داخل المبنى.
ولفت الى أنّ المطار استعار أخيراً جهاز سكانر متطوِّر من شركة أجنبية يكشف المتفجّرات بشكلٍ تلقائي، وذلك نزولاً عند طلب الأوروبيين، ولولا وجود هذا الجهاز في المطار لكان الأوروبيون توقفوا عن المجيء الى لبنان.
وقدّر شهاب أن تصل هذه التجهيزاتُ الى لبنان قبل نهاية العام، لافتاً الى أنّ وزارة الأشغال تستعجل شراء هذه الأجهزة كي تستفيد من الأموال المُحالة لهذا المشروع من احتياطي الموازنة والمقدَّرة بـ 22 مليون دولار، لأنه في حال لم نشترِ هذه الأجهزة قبل نهاية العام، سنخسر الأموال المرصودة لهذا المشروع. انطلاقاً من ذلك قدّر أن يتمّ تركيب هذه المعدات قبل نهاية السنة، على أن يصبح بعدها مطار رفيق الحريري من الأكثر أماناً.
وكان طورسركيسيان طالب خلال مؤتمر صحافي أمس، بـ”استخدام أفضل التجهيزات والأنظمة الذكية والمتطوِّرة لمطار بيروت الدولي”.
وتطرّق الى موضوع المناقصة بالتراضي المتعلّقة بموضوع الأجهزة الأمنية للكشف الحسّي عن محيط المطار وداخله، مشيراً الى “أننا نستعين بأجهزة قديمة مرّ الزمن عليها ولن تفيدنا بشيء، لا بكشف الجرائم ولا بمكافحة الإرهاب ولا مكافحة أيّ شيء”. وطالب وزير الأشغال العامة غازي زعيتر بـ”أن يعود لرأي مستشاريه ويأتي بالستاندر المتّبع في أوروبا اليوم والأكثر تطوّراً”.
وأوضح أنّ تجهيزات المطار “هي منذ العام 2002 ونأتي اليوم لنشتري تجهيزات العام 2008 في حين نحتاج الى أجهزة جديدة لا كالأجهزة التي تُرَكّب اليوم والتي مرّ الزمن عليها”.
وسأل طورسركيسيان مجلس الإنماء والإعمار: لماذا اشترط خمس سنوات عمل في لبنان للمتعهّد الذي سترسو عليه المناقصة؟ “علماً أننا على معرفة وعلم بأسماء الشركات التي سترسو عليها المناقصة”.
وفي الختام، أكد أنّ الموضوع الأساس “هو اعتماد النظام الذكي والكاميرات التي تكشف بالظلام والنظام المتطوّر الذي يكشف عبوة أو أيّ خطر قبل دخول الخطر الى المطار، وأن تكون الحماية في محيط المطار وقبل الوصول الى المطار وعلى أوّل حاجز”.