Site icon IMLebanon

لا رئاسة بالقفز فوق “حزب الله”

 

 

تقرأ مصادر سياسية لبنانية اطلعت على مضمون بعض اجتماعات رئيس الديبلوماسية المصرية سامح شكري مع المسؤولين والقادة السياسيين اللبنانيين والنقاش المستفيض في الملف الرئاسي وتعقيداته، فتوضح لـ”المركزية” ان المكتوب قُرأ من عنوانه لمجرد عدم اجتماع وزير خارجية مصر مع القوة الاكثر تأثيراً في المعادلة الرئاسية، “حزب الله”، الذي يملك قرار الحل والربط ويوظف الاستحقاق في البازار الاقليمي لتحصيل مكاسب لطهران لم تعد على ما يبدو، بعد أكثر من عامين، قابلة للتحصيل ولا ورقة ايرانية رابحة ما دامت الجهة الدولية القادرة على منح “الامتيازات” المطلوبة ايرانيا ليست في وارد تقديمها، فالادارة الاميركية على عتبة استحقاقها الرئاسي اعتبارا من ايلول المقبل وحتى مطلع العام.

وتؤكد ان استثناء الحزب من الزيارة على رغم توجيه الدعوة اليه الى عشاء السفارة، كما الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه النائب وليد جنبلاط الذي حضر حفلة الاعلامي المصري الساخر باسم يوسف في مهرجانات بيت الدين، بما يمثلان في المعادلة الرئاسية، وضع حداً لكل الترجيحات التي ذهبت الى تعليق آمال على مسعى مصري يلامس المبادرة المنسقة مع دول مهتمة بالشأن اللبناني، في مقدمها فرنسا والفاتيكان والسعودية، وتاليا أفرغ الحراك المصري من مضمونه وأفقده زخما كان يتطلع اليه اللبنانيون علّه يشكل حجر الرحى لمبادرة قد تُخرج الاستحقاق من عنق الزجاجة، ذلك ان البحث عن حل الازمة لا يمكن ان يقفز فوق “حزب الله”، مُعطّل الاستحقاق، والنائب جنبلاط صاحب المخارج والاقتراحات والافكار المبتدعة للمشاكل السياسية.

واذا كان الحزب اتخذ موقفا من الحراك المصري ترجمه عدم تلبية دعوة العشاء، على خلفية انضمام مصر الى قافلة مصنفيه “ارهابيا” في المؤتمرات العربية والاسلامية وفي الجامعة العربية، فان القطبة المخفية في غياب “الاشتراكي” عن اللقاءات لأسباب يرفض الحزب الكشف عنها تبقى “بيت القصيد”، وتؤشر بما لا يرقى اليه شك ان لا شيء ملموساً في الحراك المصري الذي تركّز على استطلاع ما لدى اللبنانيين من افكار لبلورتها ونقلها الى العاملين على محاولة نسج مخرج للازمة.

وتكشف المصادر ان الحديث في عشاء السفارة المصرية الذي حضره الرؤساء امين الجميل، ميشال سليمان، ميشال عون، فؤاد السنيورة، الوزير علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وزير الخارجية جبران باسيل، ووزير الثقافة روني عريجي ممثلاً النائب سليمان فرنجية الذي تغيب بداعي السفر، تمحور حول سؤال طرحه سامح شكري على الحاضرين مفاده “ماذا يمكن ان نفعل لمساعدتكم”؟

فكان نقاش مستفيض حاول خلاله كل طرف شرح وجهة نظره وموقفه، فاعتبر البعض ان عدم انتخاب الاقوى في الشارع المسيحي رئيسا يضرب الميثاقية، وحرص آخرون على توضيح الفكرة، فأشاروا الى ان الطائف وزع الرئاسات على الطوائف وأي تخلف لأي مكون سياسي عن المشاركة في الانتخابات يسدد ضربة للميثاقية، وان حزب الله يفرط بالميثاقية لانه يتخلف عن المشاركة في انتخاب الرئيس المسيحي، تماما كما لو تخلف المسيحيون عن المشاركة في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب الشيعي. وتضيف ان احد الحاضرين حاول تصويب النقاش بالرد على سؤال شكري عما يمكن ان يفعله للمساعدة، فقال ان علاقتكم بايران جيدة وما عليكم الا ان تطلبوا منها الايعاز للحزب بالمشاركة في الانتخابات للافراج عن الاستحقاق لانها تقف خلف العرقلة. وهنا تشير المصادر الى ان الوزير المصري اكد ضرورة انتخاب رئيس توافقي محايد، لان لبنان لا يتحمل رئيسا طرفا، بل يحتاج الى رئيس من خارج الاصطفافات السياسية يعيد للبنان دوره في الساحة العربية ويعمل على تفعيل المؤسسات وتقوية الجيش وحماية الدولة.