تستنفر الادارة الاميركية طاقهما الديبلوماسي العامل في اطار السياسة الخارجية لاعادة تموضعها الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط، في ضوء المتغيرات الهامة والتحولات الطارئة اقليميا لاسيما على الخط الروسي- التركي- الايراني مع الزيارة المعلنة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى طهران الاسبوع المقبل التي تتوج حراكا ايرانيا – تركيا ناشطاً على المستوى الوزاري والدبلوماسي في الاتجاهين في الاسابيع الاخيرة، وتحديدا تلك التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة، اذ تردد ان طهران لعبت دورا في افشالها، وكان الرئيس حسن روحاني من بين اول المتصلين بنظيره التركي، مؤكدا “وقوف طهران إلى جانب أنقرة وتأييد الحكومة المنتخبة من قبل الشعب ، وضرورة توسيع آفاق العلاقات بين البلدين”.
ويقول مصدر ديبلوماسي لـ”المركزية” ان صقري الادارة الاميركية نائب الرئيس الاميركي جون بايدن ووزير الخارجية جون كيري يتوزعان المهام فينطلقان في التوقيت ذاته اي في الرابع والعشرين من الجاري الى المنطقة حيث يتوجه الاول، المعروف بعدائه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وصفه اياه بالديكتاتور، الى انقرة ، والثاني، المعروف بحكنته وليونة مواقفه، الى جدة في محاولة لدرء الخطر المتأتي من اي تحالف ثلاثي تركي – ايراني – روسي مفترض.
وعلى رغم ان كيري يزور السعودية للقاء وزراء دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا والمبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد للتشاور في الأزمة في اليمن، فإن محور محادثاته مع المسؤولين السعوديين ونظرائه الخليجيين، بحسب المصدر نفسه، سيتركز حول الاتفاق المستجد بين تركيا وروسيا واهداف زيارة اردوغان الى طهران الاسبوع المقبل.
ويضيف: يأتي الاستنفار الاميركي في الوقت الذي يسعى فيه الاتراك الى فرض تحالفات جديدة منطلقة من مصالح اقتصادية مشتركة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني على حساب حليفهم القديم باراك اوباما الذي يسعى في ايامه الاخيرة في السلطة الى تثبيت حكم الديموقراطيين عبر انجاح التحالف ضد “داعش”. لذا، سيحاول بايدن من جهة استمالة اردوغان بطروحات جديدة تنهي “المناورة” التركية ، تقضي باعطاء انقرة مكاسب حقيقية على الارض السورية، في موازاة محاولة كيري البحث مع الخليجيين في تكثيف التنسيق لقطع الطريق على اي تحالف تركي – ايراني – روسي وبتنسيق عملاني ميداني على قدر كبير من التطور للقضاء على الارهاب الداعشي وافرازاته، والعنف وموجات التطرف في العالم ، عبر البحث مع السعوديين باعتماد آليات جديدة لتكثيف العمل في هذا الاتجاه، وفي اطار مركز الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب الذي تم انشاؤه أخيرا، والممول بصورة شبه كاملة من المملكة العربية السعودية، لجعله قادرا على ان يشكل نقطة اتصال رئيسية لتبادل الأفكار وتنسيق جهود محاربة التطرف.
ويوضح المصدر ان عامل الوقت يلعب دورا اساسيا في مجال معرفة اتجاه الرياح التركية، ذلك ان زيارة اردوغان الى ايران اذا تمت قبل وصول بايدن الى تركيا، فستشكل مؤشراً الى عزم تركي على تعزيز التنسيق مع ايران وروسيا لايجاد حلول لازمات المنطقة في غياب القرار الاميركي في ضوء انشغال الادارة بالانتخابات الرئاسية، اما اذا حصلت بعد زيارة بايدن فسيكون للبحث صلة.