Site icon IMLebanon

استغلال الموت من إيران إلى لبنان

 

 

كتب عمر حرقوص في صحيفة “المستقبل”:

تطورات الحرب السورية وعنفها وكذلك تقدم المعارضة في عدد من مناطق حلب، دفعت طهران ومعها حلفاؤها وخصوصا “حزب الله” إلى محاولة تجميل الواقع، وادعاء محاربة تنظيم “داعش” لجلب الدعم الغربي وتجنيد شبان للموت في معمعة الحرب.

تقرير فريد من نوعه نشرته محطة “سكاي نيوز” البريطانية من طهران عن ازدياد مقابر قتلى الحرس الثوري الذين سقطوا في سوريا.. التقرير الذي يحاول إبراز دور طهران في محاربة تنظيم “داعش”، أخفى حقائق لها علاقة بدور إيران في حماية المتطرفين وحمايتهم في أماكن سرية من أعضاء “القاعدة” وعائلاتهم وصولا إلى غيرهم من المتطرفين حول العالم.

كما أظهر التقرير حملات التحريض الرسمية لإشراك الشبان في الحرب على المعارضة والمدنيين في حلب وإدلب وريف دمشق. فيما يشبه حملات “حزب الله” للوصول إلى عدد أكبر من الشبان حتى لو بأعمار صغيرة للقتال في سوريا.

التقرير الصحافي الذي سمحت سلطات طهران بتصويره، ينطلق من الحديث عن قتلى الحرس الثوري في سوريا محاولا أن يعكس للغرب دعم الإيرانيين لحكومتهم لمحاربة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.

ولكن التشابه كبير بين المناطق التي يسيطر عليها “حزب الله” في لبنان وإيران، حيث ترتفع الصور فوق المقابر الإيرانية لتظهر أن أعداد قتلى الحرس الثوري تخطوا المئات.

كما يتضح أن دعم نظام الاسد في سوريا باهظ الثمن بشريا واقتصاديا، ومكلفا للإيرانيين وحلفائهم من لبنانيين وعراقيين وحتى أفغانيين، حيث يحاول المتحدثون في التقرير استدرار عطف الغربيين بضرورة دعم طهران في حربها ضد “داعش”.

فالحرب تحتاج إلى المال، والغرب بعد الاتفاق النووي أصبح أكثر جهوزية للاستماع إلى “النصائح” الإيرانية، ومحاولات جذب التمويل الخارجي ومن أبواب عدة بينها إعلان الحرب على “داعش.”

الحملات الإعلامية الداخلية التي يطلقها الحرس الثوري لكسب دعم الغرب لحربه في سوريا هي أيضا جزء من المنابر.

المنبر الديني يتبدل من خطبة دينية إلى خطبة عسكرية يلقيها ضباط الحرس الثوري على جمهور خائف من وصول عناصر تنظيم “داعش” إليه، كما يقول أحد المشاركين في التقرير..

تصوير الفيديو واللقطات، مشغول في التقرير بدقة والهدف إيصال رسالة إلى الغرب عن دور “مقدر” لإيران في المنطقة أي محاربة “داعش” وممارسة دور الشرطي الذي يتمنى الغرب وجوده. من صورة الرجل الذي يجلس طويلا أمام القبر إلى السوق الشعبي والأطفال مع أمهاتهم بين القبور.

 

في التقرير الصحافي تستمر محاولات ضباط “الحرس” لتحريض المصلين ودفعهم للمشاركة في الحرب ضد تنظيم “داعش”، فيما الحقيقة ان الإيرانيين وحلفاءهم لا يسعون الى مواجهة “داعش” بل يحاربون السوريين الذين ثاروا ضد النظام.

يظهر التقرير ايضا ان التدخل الايراني في سوريا بحاجة للمزيد من المقاتلين خصوصا بعد نجاح المعارضة السورية المعتدلة في السيطرة على مناطق كبيرة في حلب. في وقت يعلن الجنرال محمد علي فلكي، القيادي في الحرس الثوري وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا، أن “بلاده شكلت “جيش التحرير الشيعي” بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث يقاتل هذا الجيش حاليا على ثلاث جبهات في العراق وسوريا واليمن”، على حد قوله.

ويتزامن التقرير مع فتح النظام في طهران إحدى قواعده للجيش الروسي لاستخدامها في حملته لقصف حلب وإدلب اللتين تسيطر عليهما المعارضة وليس “داعش”. على الرغم من أن الدستور الذي كتب مع مجيء الخميني قبل أربعة عقود يحظر إقامة أي قاعدة عسكرية أجنبية في البلاد.

العمل مع الإعلام الغربي وإقناعه بمنطق إيران في مشاركتها بالحروب بدأ به “حزب الله” قبل سنوات طويلة وطوره مع مشاركته في الحرب السورية، كذلك النظام السوري استطاع عبر وزيرته بثينة شعبان فتح الطريق إلى الإعلام الغربي لـ”تطهير” صورته وصورة رئيسه من المجازر التي ارتكبها وغرق في دمائها.