Site icon IMLebanon

لبنان… إنجاز طبي جديد!

 

 

 

تحقق إنجاز طبي في “مستشفى النيني” بطرابلس، يعتبر الأول من نوعه في شمال لبنان، وتمثل بزراعة جهاز معدني داخل البطين الايسر في قلب المريض لضخ الدم إلى الشريان الأبهر.

والمريض الذي خضع للعملية الجراحية يدعى أحمد حسين زمتر، وهو من بلدة بطرماز – الضنية من مواليد 1958، ويخضع حاليا للمتابعة في قسم الإنعاش بعد نجاح عمليته الجراحية.

وتشكل الفريق الطبي من جراح القلب الدكتور أحمد رشيد الأيوبي، وطبيب القلب المعالج الدكتور رائد عثمان، والمتابع في قسم الإنعاش بعد العملية الجراحية الدكتور جهاد يوسف.

وشرح يوسف أسباب اجراء العملية وطبيعتها، وقال: “العملية هي عبارة عن زراعة قلب إصطناعي معدني داخل قلب المريض الذي لم يعد قادرا على القيام بوظيفته حتى يتمكن المريض من العيش بصورة طبيعية، وذلك جراء القصور في عضلة القلب، وهو قصور شديد تسبب بعدم قدرة المريض على الحركة دون مساعدة قلب آخر معدني،الذي تم زراعته”.

وأضاف: “ان العملية الجراحية إستغرقت نحو الـ6 ساعات، وقد تعاون فيها فريق طبي من مختلف الإختصاصات لإجراء هذه العملية التي تجري اليوم في طرابلس والشمال للمرة الأولى، وقد تكللت بالنجاح والمريض يخضع حاليا للمتابعة الدقيقة في غرفة الإنعاش من جراء حركة القلبين الطبيعي والمعدني في وقت واحد، وعمل القلب الإصطناعي هو ضخ الدم بصورة مستمرة، وليس كما هو الحال مع القلب الطبيعي الذي يضخ حينا ويرتاح حينا آخر كما هو معروف، وهذا يتطلب أن تكون المراقبة غير إعتيادية”.

وأكد “نجاح العملية وأن إمكانية أن يعيش المريض لسنوات طويلة هي مرتفعة جدا في حال تابع بإنتظام إرشادات الطبيب المتابع”.

من جهته، قال نائب المدير العام لمستشفى النيني حنا جرجس، ان “أهمية هذه العملية التي تكللت بالنجاح تأتي في إطار السياسة المتبعة من قبل الإدارة لإستخدام أحدث التقنيات العالمية لرفع مستوى التقديمات العلاجية والصحية، ووضعها في خدمة المواطن الشمالي عامة والطرابلسي خاصة، وسنسعى دائما لتقديم المزيد من الخدمات الصحية تماشيا مع حاجات منطقتنا ومجتمعنا”.

وتابع: “إن أهمية إجراء هذه العملية تكمن في إطار تقديم هذه الخدمة إلى أكبر عدد من المرضى المحتاجين، خصوصا أن أكثرية الجهات الضامنة الرسمية والخاصة أصبحت توافق على إجراء هذه العملية الجراحية”.

بدوره، اشار عثمان إلى أن “حجم القلب الإصطناعي الذي تم زرعه داخل قلب المريض لا يتعدى حجمه “علبة الكبريت”. في حين أن حجم هذا الجهاز في السابق كان أكبر من حجم قبضتي اليد، وهذا الجهاز موجود في البطين الأيسر ويتصل بالشريان الأبهر الذي يوزع الدم النظيف إلى مختلف أجزاء الجسم، وتقوم بعمل القلب، وليس هناك من شيء ظاهر من الجهاز للخارج بإستثناء الشريط الخاص بتشريج البطاريات ويؤمن للجهاز المعلومات المطلوبة للقيام بدوره، ومن المرتقب أن يخضع هذا الجهاز إلى التطوير لاحقا بهدف تصغير حجمه”.

وقال: “هذا التطوير يستهدف إطالة عمر المريض إلى سنوات مديدة، طالما أنه يتابع بإنتظام إرشادات الطبيب المعالج، لا سيما على صعيد تناول ادوية تمييع الدم والإنتباه إلى إمكانية حصول إلتهاب في مكان الزرع”، مشيرا إلى أن “المريض قبل خضوعه إلى العملية الجراحية، خضع إلى فحوصات مخبرية ونفسية وعلى مختلف المستويات للتأكد من حتمية إلتزامه بإرشادات الطبيب بعد إجراء العملية الجراحية وعدم تهاونه في أي تفصيل صغير أو كبير يتعلق بدوره في المساهمة بحماية هذا الجهاز الإصطناعي والتعايش معه، والتأقلم مع مختلف متطلباته اليومية”.