أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي رسميا ترشحه لولاية جديدة في الاليزيه في 25 آب الجاري وقد استحدث لنفسه مقرا قرب برج ايفيل وبدأ يداوم وماكينته الانتخابية فيه، ضمن تحضيراته لاطلاق حملته. ويعتزم ساركوزي بحسب معلومات “المركزية” لقاء الجالية اللبنانية في فرنسا ضمن جولاته الانتخابية وهو ما سيفعله أكثر من مرشح رئاسي أيضا، ذلك ان للبنانيين دورا وثقلا في البلاد، وعدد كبير منهم يتبوأ مراكز رفيعة في القطاعين العام والخاص، وقد بات لهم حضور مؤثر وفاعل في المجتمع الفرنسي، وانخرطوا في صلب الحياة السياسية والنيابية وفي النشاط البلدي، ويشكلون قوة لا يمكن تجاهلها في البلاد.
في الموازاة، تشهد فرنسا بدءا من تشرين الثاني المقبل انتخابات تمهيدية داخل الاحزاب ستختار بنتيجتها، مرشحيها الى السباق الرئاسي. أبرز مرشحي اليمين المعتدل الرئيس ساركوزي، رئيس الوزراء السابق الان جوبيه والنائب برونو لومير الذي يعد من الجيل الجديد في حزب الجمهوريين.
الحزب الاشتراكي من ناحيته لم يعلن بعد عن اسماء مرشحيه غير ان ابرزهم رئيس الحكومة مانويل فالس والرئيس هولاند الذي لم يعلن بعد موقفه من المعركة الرئاسية المرتقبة، وتتوقع مصادر دبلوماسية عبر “المركزية” ان يحسم موقعه “ترشحا” أو “عزوفا” في الاسابيع المقبلة.
على الضفة اليسارية الاكثر تشددا، يّتوقع ان يخوض جان لوك ميلانشون، زعيم اليسار الفرنسي الشيوعي المعركة الرئاسية.
أما زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين فتبقى “سيدة” خط اليمين المتطرف. واذ تتوقع المصادر ان تحصد عددا لا بأس به من الاصوات لا سيما في ظل موجات الارهاب التي هزت فرنسا، تستبعد ان تنتقل الى المراحل النهائية من المنافسة الانتخابية، التي يرجح ان تنحصر بين مرشح اليمين (ساركوزي او جوبيه وهما الاوفر حظا) والمرشح الاشتراكي.
وسط هذه الاجواء، تشير المصادر الى ان اطلاق صافرة الانتخابات التمهيدية في تشرين الثاني المقبل، سيُدخل فرنسا مدار السباق الرئاسي، ليصبح الاستحقاق المرتقب وحده الشغل الشاغل للفرنسيين شعبا ودولة. وعليه، تقول ان ضغوط باريس لانجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية ستتكثف في ربع الساعة الاخير الفاصل عن تشرين الثاني المقبل، وجهودها مع الفاتيكان ومصر والدول المؤثرة في الملف اللبناني وأهمها ايران والسعودية ستتواصل، لمحاولة احداث خرق في أزمة الشغور قبل ان تدق ساعة استحقاقها الداخلي.