IMLebanon

فشل التحقيق في اغتيال “البحتي”… المقدح ينسحب من إجتماع اللجنة الأمنية

ain el helwe cap

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

عصَفت الخلافات العمودية والأفقية داخل اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا، وانسحب من اجتماعها قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيّمات في لبنان اللواء الركن منير المقدح، لعدم رضاه على طريقة تعاطي اللجنة مع حلّ قضية اغتيال علي رضا الملقّب بـ”البحتي”، بعدما تبيَّن لها أنّ من اغتاله هو عبد فضة، أحد عناصر “جند الشام” والمتأثّر بالفكر الداعشي، والمتواري في حي الصفصاف، وقد أظهرَت كاميرات المراقبة أنّه القاتل.

أبلغَت مصادر موثوقة شاركت في الاجتماع “الجمهورية”، أنّ “المقدح طلب الحسم العسكري فوراً، وعدمَ تمييع الأمور والانطلاق لاعتقال فضّة وتسليمه إلى الدولة اللبنانية، لأنّ المخيم ليس معزولاً إنّما هو جزء من الجوار اللبناني، لكنّ اللجنة انقسَمت في الرأي ورفضَت الحسم، فما كان من المقدح إلّا أن غادر رافضاً الأمن بالتراضي، لأنه يُهدّد استقرار المخيم”.

ولاقى موقف المقدح إجماعاً فلسطينياً مؤيّداً له، بحسب اتصالات أجرتها “الجمهورية” مع قيادات في المخيم، على اعتبار أنّ التمييع والمماطلة والتسويف من لجنة التحقيق في اغتيال رضا، أعاد الأوضاع الى المربع الاول، وأنّ المقدح كان محِقّاً لأنه يريد حسمَ الأمور لصالح الأمن والاستقرار في المخيم ومحاسبة القاتل ليكون عبرةً ورادعاً لغيره، حتى يتوقّف عن العبث بأمن المخيم الذي تُلقى فيه بين الفينة والأخرى قنابلُ يدوية من دون تحديد هوية الفاعل.

في المقابل، قالت المصادر لـ”الجمهورية”، إنّ “المقدح على حقّ في ما طلب، لكن الحسم واعتقال فضّة قد يؤدي الى تهديد استقرار المخيم، واتّخاذ الجماعات المتشدّدة ذلك سبباً لفتح معركة لا يعرف نهايتها إلّا الله، لأنّ الجماعات التكفيرية التي حلّت “الشباب المسلم” انقسَمت كلُّ مجموعة منها في مربّع، وهي تتحيّن الفرَص للتوتير والتصعيد، وهذا ما لا نريده أن يحدث، لأنّه سيؤدي الى توقف عملية تسليم المطلوبين أنفسهم للدولة اللبنانية”.

من جهته، قال مرجع فلسطيني لـ”الجمهورية”، إنّ “المقدح عوَّدنا على إظهار الحقيقة وتسمية الأمور بأسمائها، لكنّ القاتل الإرهابي فضّة متوارٍ في حيّ الصفصاف ويقلّل من تحرّكاته ومتحصّن ومتحسّب ومسلّح مع مجموعة من التكفيريين، وأيّ مداهمة لاعتقاله لا يَعرف مضمونها أحد، والمقدح لا يَقبل المزايدة على أمن مخيّم عين الحلوة واستقراره ولا على سلامة سكّانه، كما أنه لا يقبل تهديد استقرار الجوار اللبناني”.

وقد خلُص اجتماع اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا ببدءِ التحقيق في قضية اغتيال رضا من نقطة الصفر، ما يعني وبإقرار من القيادة فشَل لجنة التحقيق المنبثقة عن التنظيمات الفلسطينية في إنجاز أيّ تقدّم في التحقيقات في عملية إغتيال رضا.

إلى ذلك، أصيبَ الفلسطيني جمال هلال أثناء قيام عناصر من القوّة الأمنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة باعتقاله للتحقيق معه في شأن اتهامه بإلقاء القنابل اليدوية في الشارع الفوقاني، وقد نُقل الى مستشفى النداء الانساني للمعالجة.

من جهة أخرى، سَلّم الفلسطيني حسن محمد مصطفى نفسَه الى مخابرات الجيش في الجنوب، وهو ابن شقيق المسؤول في “عصبة الأنصار” الشيخ ابو عبيدة، ليرتفعَ عدد المطلوبين الذين سَلّموا أنفسَهم الى نحو 26 مطلوباً في أقلّ من شهر.

وتُعِدّ جهات أمنيّة لبنانية وفلسطينية لوائحَ يوميّة تضمّ أسماءَ المبادرين بالاتصال بمخابرات الجيش من أجل تسليم أنفسهم، حتى يتولّى المعنيون تنظيمَ جداول بالأسماء وبساعات التسليم والحاجز الذي يستقبلهم، وعُلم من مصادر فلسطينية أنّ لافتات شُكر رُفعت في المخيم تقديراً لمدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود، لدوره في تسوية أوضاع الفلسطينيين المطلوبين.

وفي سياقٍ آخر، أوقفَت دورية من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المدعو م.د.فلاح (40 عاماً) من بيروت، والمطلوب للقضاء بمذكّرات عدة بجرائم سرقة وتخريب، خلال زيارته أهلَ زوجته في بلدة جبشيت – قضاء النبطية، وأُحيل إلى الجهات القضائية المختصة.