كتب علي البغدادي في صحيفة “المستقبل”:
دشنت ميليشيا عراقية جديدة منشقة حديثاً عن “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري عملية تجنيد واسعة لإرسال مئات المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد، ضمن حملات تنظمها احزاب وميليشيات موالية لإيران في العراق، لدعم النظام السوري.
ودخل “جيش المؤمل” حديثاً الى حلبة التنافس بين الميليشيات الشيعية المنخرطة في مواجهة الثورة السورية، ضمن مخطط ايران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا عبر اذرعها المنضوية اصلاً ضمن “هيئة الحشد الشعبي” العراقي، التي وفرت لها حكومة حيدر العبادي غطاء رسمياً لعملها الى جانب القوات العراقية، الا ان عملها يتجاوز الحدود العراقية بناء على توجيهات الحرس الثوري الايراني الذي يريد ضخ مزيد من المقاتلين، وتعويض الخسائر الفادحة في صفوف الميليشيات الناجمة عن المعارك الدائرة في حلب ومدن اخرى مع فصائل الثوار السوريين.
وكشفت مصادر عراقية مطلعة عن ارسال ميليشيا جديدة تحمل اسم “جيش المؤمل” الى سوريا للقتال الى جانب قوات الاسد والحرس الثوري في اكثر من جبهة.
وقالت المصادر في تصريح لصحيفة “المستقبل” ان “ميليشيا جيش المؤمل التي تأسست قبل نحو شهر، باشرت ارسال مئات المتطوعين الى سوريا لدعم نظام الاسد”، مشيرة الى ان “تأسيس هذه الميليشيا تم بعدما تمكنت طهران من استمالة سعد سوار، القيادي في “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري مع مئات من مقاتلي السرايا ومنحهم نحو 20 مليون دولار لتأسيس ميليشيا جديدة تكون خاضعة لسيطرة الحرس الثوري، ولاضعاف “سرايا السلام” التي لا تخضع لاوامر هيئة الحشد الشعبي”.
واضافت المصادر ان “السيد مقتدى الصدر اصدر امراً بطرد القيادي في “سرايا السلام” سعد سوار بعدما رفض الانصياع لاوامره في اكثر من مكان، بالاضافة الى تلقي الصدر معلومات عن قيام سوار بالاتصال مع قيادات منافسة للتيار الصدري منها الرئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي يركز جهوده لزيادة الانشقاقات في التيار الصدري من اجل اضعافه وتحجيم قوته في مواجهة الميليشيات المدعومة من ايران”.
واشارت المصادر الى ان “الحرس الثوري زود الميليشيا الجديدة بالاسلحة والمعدات العسكرية المتطورة، ووفر لها الدعم المالي واللوجستي من اجل اشراكها في المعارك الدائرة في سوريا والعراق”، لافتة الى ان “مستشارين من الحرس الثوري وخبراء لبنانيين يعتقد انهم ينتمون إلى “حزب الله”، يشرفون على التدريبات الجارية في معسكرات خاصة في ضواحي بغداد الشمالية”.
ولفتت المصادر الى ان “الامين العام لجيش المؤمل سعد سوار، موجود شخصياً في المعسكرات الخاصة بالتدريب، والتي تتضمن التدريب العنيف لفريق من القوات الخاصة، وتدريب عناصر الميليشيات على حرب الشوارع بالاضافة الى تدريب فصيل مكون من متطوعين على القنص سبق ان خضع لدورات في العراق وايران ولبنان على يد مدربين مختصين بالقنص شاركوا في عدة معارك في العراق وسوريا”.
واوضحت المصادر ان “جيش المؤمل اعلن قبل اسبوعين فتح باب التطوع للقتال في سوريا”، مشيرة إلى أن “هذه الميليشيا تمارس الطرق التي سارت عليها الميليشيات الشيعية الاخرى في تقديم الاغراءات المالية للشباب العاطلين عن العمل حيث يتم ارسالهم الى سوريا للقتال لمدة 40 يوماً يمنح كل عنصر 100 دولار يومياً”.
ومع تنامي نفوذ وانتشار المليشيات الشيعية في العراق، لا تخفي الولايات المتحدة قلقها من اتساع هذه الظاهرة، الا انها ما زالت تقف مكتوفة الايدي عن معالجة مثل هذا التحدي الذي قد يفرض عليها التسليم بوجود الميليشيات او حتى إشراكها في المعارك الجارية في العراق ضد داعش .
وكشف اخيرا المتحدث باسم قوات التحالف الدولي في العراق كريستوفر غارفر، ان اعداد الفصائل المسلحة العراقية الموالية لايران يبلغ نحو 100 الف مقاتل .
وقال الكولونيل غارفر في رسالة الى وسائل اعلام اميركية ان “هذا العدد الكبير من المقاتلين الموالين لايران في العراق، بدأ يثير القلق من احتمال اندلاع العنف الطائفي مجدداً في البلاد بعد هزيمة تنظيم داعش”، مؤكداً “زيادة عدد الرتب العسكرية داخل تلك الفصائل المسلحة منذ ظهور تنظيم داعش في العراق”.
ويشار إلى أن “الحشد الشعبي” هو قوات شبه عسكرية عراقية تضم اكثر من 50 فصيلاً شيعياً اغلبها يُمول من ايران، وتشكلت بعد فتوى “الجهاد الكفائي” التي اطلقتها المرجعية الشيعية في النجف بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال وغرب العراق وتم ربطها برئاسة الحكومة العراقية .