حذّرت دراسة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية في مصر، من انتشار ظاهرة “الكتائب النسائية” في دول الصراعات العربية، مشيرة إلى تصاعد انضمام النساء إلى صفوف المقاتلين، سواء في الجيوش النظامية أو التنظيمات المسلحة، ولافتة إلى أن المرأة باتت عنصرا فاعلا لا يمكن تجاوز دوره، خصوصا في كل من سورية والعراق وليبيا.
وأرجعت الدراسة دوافع انتشار الانخراط النسائي في عمليات القتال وحمل السلاح إلى عدة أسباب، منها الدفاع عن النفس والانتقام لبعض أفراد العائلة، والظروف الاقتصادية الضاغطة.
وأشارت الدراسة إلى أن الساحة السورية تشهد اتساعا كبيرا في عدد التنظيمات النسائية المقاتلة على كل الجبهات، إذ تمثل قوات الحماية الكردية، أكثر التنظيمات اعتمادا على النساء المقاتلات في سورية، إذ أسست كتائب نسائية تسمى “وحدة حماية المرأة الكردية”، ووفقا لكثير من التقديرات، يبلغ عدد النساء بين صفوف الأكراد ما يقارب 10 آلاف من إجمالي 50 ألف مقاتل.
الجيش الحر
حسب الدراسة، فقد تكرر في الجيش السوري الحر الذي يعتمد علي النساء المقاتلات بدرجة أقل نسبيا، إذ شكل الجيش الحر كتيبتين نسائيتين، هما: أمناء عائشة، وبنات ابن الوليد، وتقومان ببعض المهام ذات الطبيعة القتالية، لكن يبدو أن تلك التجربة لم تلق صدى كبيرا لدى الأوساط السورية، هذا إضافة إلى تكوين بعض الفرق النسائية التابعة لبعض الأقليات الدينية، مثل المسيحية السريانية في سورية، والتي تقوم بعمليات عسكرية في مواجهة تنظيم داعش.
ولم يقتصر الاعتماد على النساء على تنظيمات المقاومة، إذ تحول تجنيد النساء إلى هدف بالنسبة للتنظيمات الإرهابية وعناصر قوات نظام بشار الأسد، إذ اعتمد النظام على نمط الكتائب النسائية في إطار تشكيله لما يسمى “المغاوير”، والتي تضم بين 500 إلى 800 مقاتلة، تراوح أعمارهن بين 18 و50 عاما، وانتشرت بشكل رئيسي في حمص.
فرق “داعش”
وشكل تنظيم داعش كتيبتين نسائيتين، هما: الخنساء بقيادة تونسية تلقب بأم مهاجر، وتتكون الكتيبة من 60 امرأة، ويشتهرن بوضع لثام أسود على وجوههن، وحمل أسلحة فتاكة بشكل مستمر. وكتيبة أم الريان، وتم نشرهما بشكل أساسي في مدينة الرقة السورية.
كما نشر “داعش” صورا لعناصر نسائية تابعة له في ليبيا، وهو ما عكسه تقرير نشرته صحيفة “ميرور” البريطانية، وأشارت فيه إلى وجود ما يقارب ألف امرأة يقاتلن في صفوفه، وذلك بعد تلقيهن تدريبا لـ3 أسابيع على استخدام الأسلحة، علاوة على تأهيلهن نفسيا ليصبحن انتحاريات.
4 أسباب للانتشار :
أشارت الدراسة إلى أسباب تزايد معدلات انضمام النساء إلى التنظيمات القتالية في بؤر الصراعات العربية المسلحة، والتي باتت توفر بيئة داخلية حاضنة لاتجاه النساء إلى طريق القتال:
الدفاع عن النفس وحماية الأبناء: انضمت كثير من النساء إلى الكتائب القتالية بهدف التصدي لـ”داعش”، وحماية أبنائهن من الأخطار الناجمة عن قتال التنظيم.
الانتقام لبعض أفراد العائلة: تطوعت النساء في الكتائب النسائية للجيش السوري الحر، وذلك بعد عمليات القتل والتهجير القسري التي مارسها النظام.
الأوضاع الاقتصادية الضاغطة: اضطرت بعض النساء إلى الانضمام إلى تنظيم داعش في سورية، لضمان مصدر دخل لأسرهن، إذ تحصل كل واحدة منهن على راتب يوازي 200 دولار.
ضرورات الصراعات المسلحة: يظهر ذلك في تحركات تنظيم داعش في سورية وميليشيات الحوثي المتمردة في اليمن، في إطار استخدام النساء لتجاوز الحواجز الأمنية.