سادت حالة من العنف مدينة كراتشي، عاصمة إقليم السند الباكستاني، خلال الساعات الماضية، نتج عنها مقتل شخص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى إحراق متظاهرين من أنصار “الحركة القومية المتحدة” سيارات ودراجات مدنية وحكومية.
وقد اعتقلت القوات الخاصة عددا من القيادين في الحركة لـ”ضلوعم في أعمال العنف، وحثهم المواطنين على ذلك”.
وبدأت أعمال العنف بعد خطاب ناري لزعيم “الحركة القومية المتحدة”، إلطاف حسين العايش، من منفاه في بريطانيا، إلى أنصاره في المدينة، حيث طالبهم بـ”الهجوم على عدد من القنوات المحلية”، رافعا هتافات معارضة لباكستان والجيش الباكستاني، وجميع المؤسسات.
عقب خطاب العايش هاجم غاضبون من أنصاره قنوات محلية، منها قناتا “سماء” و”أي أر واي”، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، كما أحرق المتظاهرون عدد كبيرا من السيارات العامة والحكومية ودراجات نارية.
ومنذ ساعات، تشهد المدينة إطلاق نار مكثف، تسبب في إثارة الخوف بين السكان، علاوة على مقتل شخص على الأقل.
من جهتها، شنت القوات الخاصة الباكستانية (الرينجرز) حملة اعتقالات طاولت قياديين في “الحركة القومية” وأعضاء بالبرلمان، من بينهم القيادي فاروق ستار، وعامر خان، وخواجه إظهار الحسن، وعامر لياقت.
كما داهمت القوات مقر الحركة في منطقة ناين زيرو، حيث دخلت عشرات السيارات والمدرعات إلى المنطقة، وشنت حملة بحث وتفتيش. وفي السياق، قال الصحفي حامد مير إن “ما حدث كان متوقعا، بعد أن رفع قائد “الحركة القومية” هتافات ضد باكستان وضد المؤسسات.. كنا نتوقع أن يحدث هذا في المدينة، حيث داهم متظاهرون غاضبون مقرات القنوات الباكستانية”. بدوره، أجرى قائد الجيش الباكستاني، الجنرال راحيل شريف، مكالمة هاتفية مع قائد القوات الخاصة، الجنرال بلال أكبر، وناقش معه الوضع في كراتشي، حيث أمره بـ”العمل السريع لإحلال الأمن في المدينة”.
إثر ذلك، انتشرت القوات الخاصة في المدينة، وجرت عمليات اعتقال لعشرات من أنصار وقيادات الحركة القومية.
ووصف رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، ما حدث بـ”المؤسف للغاية، خاصة وأن حزبا سياسيا يرفع هتافات ضد باكستان، الأمر الذي أثار استياء الشعب الباكستاني”، على حد قوله.
كما دعا القيادي في الحزب الحاكم، مولابخش جانديو، المواطنين إلى التزام الصمت والتعاون مع الحكومة لأجل الوصول إلى الضالعين فيما وصفه بـ”الفساد “.