كتبت ساندي الحايك في صحيفة “السفير”:
وكأن أزمة النفايات لا تزال في بداياتها. هناك من يطرح الحلول ومن يعترض عليها غير آبهٍ لعُمر الأزمة. فبرغم مرور عام ونصف على إغراق اللبنانيين في مستنقع النفايات والروائح الكريهة، لا يزال النقاش حول كيفية التخلص منها محتدماً داخل الحكومة وخارجها. ولم يبقَ أمام المعنيين سوى منابر المؤتمرات الصحافية للردّ على بعضهم بعضاً.
بعد ثلاثة أيام على المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس «حزب الكتائب» سامي الجميّل مُعلناً رفض إنشاء مطمر النفايات في منطقة برج حمود واستعداد الكتائبيين لمواجهته، خرج وزير الزراعة أكرم شهيّب في مؤتمر مضاد للردّ عليه بالقول: «كفى عبثاً بأمن الناس الصحيّ والبيئيّ».
حمّل شهيّب مسؤولية عودة النفايات إلى الشوارع لـ «الكتائب». قال والوجوم يعلو وجهه: «إيقاف المطمر يعني عودة النفايات إلى الطرق»، مشيراً إلى أن «البلد لم يعد يحتمل، إذ يكفينا ما نُعاني منه في السياسة». اعترف شهيّب بأن البلد متخمٌ بأزماته، واعترف بأن «الطريقة التي نُعالج فيها النفايات قد لا تكون الأمثل»، إلا أنها بنظره «الحلّ المُتاح والمعقول».
اكتفى شهيّب أمس، بالإشارة إلى أن ما عرضه الجميّل حول فرز وإعادة تدوير الـ35 في المئة من النفايات غير العضوية التي يُنتجها لبنان، لا يُمكن أن تُطبق إلا من خلال اعتماد الفرز من المصدر (الكثير من البلديات اللبنانية، وخصوصا في قضاء عاليه بدأت تعتمد الفرز). هنا، كانت لدى شهيّب ملاحظات على عمل تلك البلديات، فقال: «ما تمّ إنجازه في بكفيا (إنشاء معمل لفرز النفايات وإعادة تدويرها) جيّد، ولكنه غير متكامل ويحتاج إلى تطوير». ربما، ما كانت (ولا تزال) تقوم به شركة «سوكلين وسوكومي» في التخلص من النفايات يستحق التصفيق!
في الوقت عينه، أشار شهيّب إلى أن «خطة لامركزية النفايات لا تزال قائمة بالنسبة إلى البلديات الجاهزة لها، خصوصاً أن من شأن هذا الموضوع أن يُخفف من كميّة النفايات التي تُطمر في برج حمود».
وشدد على أن «ما توصلت إليه الحكومة كحلٍ أُقرّ بالتوافق وبإجماع من جميع الوزراء، باستثناء وزراء التيار الوطني الحرّ»، وأكد أن «معالجة جبل النفايات في برج حمود جزء أساسي من خطة النفايات في المكان»، معتبراً أن «ما يحصل هو فرصة للتخلص من هذا الجبل».
ورداً على كلام الجميّل حول تلوّث المياه في تلك المنطقة، أكد شهيّب أن «لا مشكلة في أخذ عينات منها وفحصها»، مشيراً من خلال عرضه مجموعة من الصور إلى أن «الحل المُقترح يقضي بردم المنطقة الملوّثة وإنشاء حاجز بحري لعدم تسرب النفايات إلى البحر».
وختم شهيّب بدقّ ناقوس الخطر مُعلناً أن «بلدية برج حمود أبلغت مجلس الإنماء والإعمار رفضها استقبال النفايات ابتداءً من اليوم».
وجاء موقف البلدية بالتنسيق مع قيادة «حزب الطاشناق» التي اتخذت قرارا مفاجئا خلافا لقرارها في مجلس الوزراء، يقضي بوقف استقبال أية نفايات في مكب برج حمود اعتبارا من صباح اليوم، في انتظار التوصل الى حل متكامل لا يؤدي الى تكرار تجربة الناعمة.