Site icon IMLebanon

هل تشكل المقاطعة العونية للحكومة المخرج المشرّف للتيار؟

أشارت الوكالة “المركزية” الى أنّه في غياب أيّ مؤشر حول تفاصيل الجزء الثاني من خطة التيار الوطني الحر في مواجهة قرار التمديد للقيادات الامنية بعد الصرخة التحذيرية الخميس الماضي، وفق ما تبين من مجريات الجلسة التي قاطعها وزيراه جبران باسيل والياس بو صعب ومعهما وزير الطاشناق ارتور نظريان، ولم تتعدَ اطار تسجيل الموقف، ما دام حلفاء التيار البرتقالي حضروا جلسة مجلس الوزراء قبل المناوئين، ارتسمت علامات استفهام حول المقبل من خطوات قد يقدم عليها ما دامت المقاطعة الحكومية لم تفعل فعلها والى اي مدى يمكن ان يذهب في التصعيد وحيدا في ظل موافقة القوى السياسية كافة على التمديد خصوصا لقائد الجيش العماد جان قهوجي من جهة ورفض المجازفة بالحكومة السلامية خشبة الخلاص الوحيدة في زمن الفراغ الرئاسي. فالاستقالة ليست واردة كما قال اكثر من نائب ومسؤول في الفريق البرتقالي، واستمرار المقاطعة لن يقدم او يؤخر في مسار الحكومة السلامية المؤمنة ميثاقيتها باقرار عراب الميثاقية رئيس مجلس النواب نبيه بري. اما الشارع فتجربته غير مشجعة استنادا الى سيناريو التمديد الثاني العام الماضي ولن يتخطى “عرض العضلات البرتقالي” في لحظة بالغة الحراجة امنيا تستوجب الابتعاد عن اللعب على وتر العصبيات والغرائز الطائفية.

وعليه، واذا كان ملف التعيينات العسكرية شكّل القشة التي قصمت ظهر البعير في الحكومة، فان جلسة 8 ايلول ستطلق اشارة الضوء الاخضر لخطوة التيار، فهل يشكل الاعتكاف عن حضور الجلسات طوال شهر ايلول الذي تنتهي في ختامه ولاية القائد ورئيس الاركان، مخرجاً لائقاً للتيار العوني لتمرير سائر التعيينات خلال غياب وزرائه عن الحكومة خصوصا عن الجلسة التي سيطرح خلالها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل 3 اسماء لقيادة الجيش و3 لرئاسة الاركان استنادا الى الالية المعتمدة ويطلب من الحكومة الاتفاق على احدها، وفي حال تعذر تأمين الثلثين لأي اسم يتولى مقبل انذاك اصدار قرار التمديد استنادا الى القانون والدستور وصلاحياته في هذا المجال؟

تستبعد اوساط وزارية عبر “المركزية” ان يعرض وزير الدفاع ملف التعيينات في جلسة 8 ايلول، ذلك ان الرئيس تمام سلام يفضل بت الموضوع بعد عودته من نيويورك وليس قبلها، ليتسنى بحث القضية مع الوزير باسيل الذي يشارك في عداد وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة برئاسة سلام وليكون لبنان ممثلا بحكومة شرعية كاملة النصاب غير مستقيلة او معرضة للانهيار، اذ ان” ما فيه من فراغ رئاسي مكفّيه”.

كما ان وزير الدفاع يفضل بت الملف في الاسبوع الاخير من شهر ايلول وقبل ايام من انتهاء مدة تأجيل التسريح في 30 ايلول، افساحا في المجال امام الاتصالات الجارية للمعالجة، اذ ان حلفاء التيار كما الخصوم من حزب الله الى الرئيس بري وتيار المرده والقوات اللبنانية يفضلون التمديد لقائد الجيش في الظرف الراهن، وهو وتبعاً لذلك تعرب الاوساط الوزارية عن اعتقادها ان الاسبوع الذي يلي جلسة 8 ايلول لن يشهد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء ولا الذي يليه، لوجود سلام في الخارج. وهو يغادر وفق معلومات “المركزية” في 14 ايلول الى فنزويلا في زيارة رسمية تستغرق يومين ينتقل منها الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية والقاء كلمة لبنان، على ان يعود الى بيروت في 24 ايلول، بحيث يصبح ممكنا عقد جلسة لمجلس الوزراء في الايام الاخيرة منه.