أما وقد اعلنت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ عن ارجاء اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كان مزمعا عقده في نيويورك الشهر المقبل على هامش الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة، الى موعد غير محدد، طبقا لما اوردت “المركزية” وبناء على طلب لبناني نسبة لزحمة المؤتمرات واللقاءات، وخشية ان يضيع الملف في معمعتها فلا يستوفي حقه من الاهتمام والدعم، خصوصا ان تجربة العام الماضي لم تكن مشجعة بحيث غاب عن المؤتمر وزراء بارزون من الدول الكبرى في مقدمهم الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، فان وجهة الرصد السياسي ستنتقل الى فرنسا راعية المؤتمر وعرابته لمعرفة الزمان والمكان الجديدين وما اذا كان سيعقد نهاية العام بناء على التمني اللبناني ام في وقت آخر ترتئيه باريس بالاستناد الى التطورات الدولية بحيث تنتقي اللحظة الاكثر ملاءمة ليحصد لبنان الدعم الكافي خلافا للمؤتمرات السابقة التي بقيت في معظمها حبرا على ورق.
واذا كان البعض قرأ في التأجيل رسالة سلبية تعكس تراجع لبنان الى اسفل سلم اولويات الدول الكبرى او حتى خروجه منها بعدما تربعت الازمات الاقليمية في صدارة قائمة الاهتمامات، فان اوساطا سياسية لبنانية اعربت عن اعتقادها لـ”المركزية” بأن العكس هو الصحيح، فقد سعى لبنان الى هذا الارجاء كي لا يضيع حقه على هامش الاجتماعات الدولية على كثرتها من جهة وليتسنى له اعداد ملفاته المتصلة بهذا الشأن في شكل كامل، مرجحة ان يعقد المؤتمر نهاية العام في باريس.
وتدعو الاوساط الى رصد المواقف الفرنسية خلال هذا الاسبوع لاسيما تلك التي تطلق خلال مؤتمر الديبلوماسيين الفرنسيين من ضمن ما بات يعرف بدورة “أسبوع السفراء” التي افتتحها اليوم الرئيس فرنسوا هولاند وتمتد حتى يوم الجمعة المقبل بمشاركة وزير الخارجية جان مارك ايرولت وأعضاء من الحكومة والبرلمان. ويتناول ملفات محاربة الإرهاب، ومستقبل أوروبا، والدبلوماسية الاقتصادية ولقاءات التعارف السريعة بين السفراء وأصحاب المشاريع المعروفة باسم Ambassadeur 1 Entrepreneur”” وقضايا الأقاليم المحلية الفرنسية في العمل الدبلوماسي. وستحدّد السلطات العليا الفرنسية في هذا الأسبوع خطة الطريق لرؤساء البعثات الدبلوماسية الفرنسية للسنة المقبلة. ويجري كل يوم تناول موضوع مرتبط بأولويات السياسة الخارجية والنقاشات الحالية الدائرة في المجتمع الفرنسي، في إطار جلسات العمل أو الفقرات العامة أو كليهما.
وتقول الاوساط ان ملف الارهاب وتداعياته على دول اوروبا والغرب وحركة النزوح السوري في اتجاه دول الجوار ومضاعفاتها على اوروبا قد يشكلان اطارا عاما لملف النزوح واعبائه ، خصوصا ان عددا من الدول الاعضاء في المجموعة يجري اتصالات مع لبنان لدرس ملفات ومشاريع في شكل ثنائي انما تحت خيمة المجموعة ووفق الدراسات التي اعدتها منظمات دولية حول لبنان الذي يتحمل عبئا هائلا جراء نزوح السوريين الى اراضيه مما انعكس سلباً على اوضاعه في مختلف القطاعات.
وتفيد ان فرنسا الساهرة على اوضاع لبنان والحريصة على حل ازماته ستسعى لتأمين افضل الظروف لانجاح المؤتمر علّه يؤتي هذا العام ثمارا لم يتمكن من جنيها في السنوات السابقة ويحتاج اليها راهنا اكثر من اي يوم مضى.