كتبت زينة برجاوي في صحيفة “السفير”:
يعيش تلفزيون لبنان منذ أيام فوضى إدارية يفرضها عدم تعيين مجلس إدارة جديد.
وتختصر الإشكالية في وجود مديرين، الأول طلال المقدسي بصلاحيات رئيس مجلس الإدارة المؤقت والمدير العام، والثاني جوزف سماحة بصلاحيات أعضاء مجلس الإدارة، ما خلّف صراعا إداريا محتدما بين الرجلين.
وتتفرع المشكلات وتتعدد في التلفزيون، منها ما يتعلق بالكادر البشري، ومنها ما يتعلق بالوضع المالي للمؤسسة، فخسارة التلفزيون لعدد من موظفيه الـ 210 بسبب الإحالة على التقاعد، دفعت بالمقدسي إلى التعاقد مع نحو 46 موظفا. وقد أدى ذلك إلى خلق أكثر من علامة استفهام وترك نقاشا متشعبا حول شروط توظيف هؤلاء المتعاقدين.
يؤكد مصدر مطلع على ما يجري أن المشكلات لن تجد طريقها إلى الحل إلا بتعيين مجلس إدارة جديد من قبل مجلس الوزراء، وقد حمل وزير الإعلام رمزي جريج منذ شهرين تسعة أسماء إلى مجلس الوزراء ليختار منها مجلس إدارة للتلفزيون (6 أعضاء) غير أن المجلس فشل لـ «عدم التوافق».
ويوضح المصدر أن «هناك تعارضا شديدا بين وزير الإعلام ومقدسي، وبين الأخير ومدير الأخبار في التلفزيون صائب دياب، على خلفية أمور إدارية»، مشيرا في هذا السياق إلى «إشادة جريج بنشرة أخبار التلفزيون التي يرأسها دياب، خلال مؤتمر صحافي سابق عرضه لمناقشة هذا الموضوع».
وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن مشكلات مالية في التلفزيون، يرد المصدر نفسه بالقول إن «التلفزيون يتلقى من الدولة اللبنانية مبلغا يبلغ 13 مليار ليرة سنويا، يُضاف إليه 650 ألف دولار أميركي كبدل تأجير الأبراج التابعة للتلفزيون»، لافتا النظر إلى أن «حصول التلفزيون على مبلغ ثابت يميّز وضعه عن باقي التلفزيونات اللبنانية. علما أن حوالي 60 في المئة من الميزانية تذهب الى الموظفين».
وكانت لجنة الإعلام النيابية، عقدت جلسة أمس، برئاسة النائب حسن فضل الله وحضور المقدسي.
وعقد فضل الله مؤتمرا صحافيا لفت خلاله الانتباه إلى أنه «تمت مناقشة المرحلة المقبلة لتلفزيون لبنان، ووظيفته لن تكون تنافسية لأنه يعكس صورة الدولة اللبنانية وهو سيمول منها».
وفي اتصال مع «السفير»، أكدّ فضل الله أن الجلسة المقبلة ستُعقد في أوائل تشرين الاول المقبل، وأن «هذا الملف قيد المتابعة، وسيتم الاطلاع في الجلسة المقبلة على الوضع المالي، والنظر إلى نتائج تحليل المادة السياسية للتلفزيون والموضوع المالي بدقة».
من جهته، تمنى المقدسي «تعيين مجلس إدارة جديد يكون عبارة عن فريق عمل شبابي، وليس منافع شخصية».
«صلحة موقتة»!
علمت «السفير» أن تدخل رئيس الحكومة تمام سلام، قبيل جلسة لجنة الاتصالات، أمس، أفضى الى جمع كل من وزير الإعلام رمزي جريج ورئيس مجلس ادارة ومدير عام «تلفزيون لبنان» طلال المقدسي، في مكتب وزير الإعلام، بحضور أحد مستشاري رئيس الحكومة، حيث تم التفاهم على «صلحة موقتة» تضمن عدم نقل ملف العلاقة المتأزمة بينهما الى اجتماع اللجنة!