في السياسة، مراوحة شاملة، يكسرها حراك متقطّع أقرب ما يكون إلى التسلية السياسية في الوقت الضائع. المستويات السياسية مشغولة في اتّجاهين: الأوّل كيفية تجاوُز الاستحقاق العسكري وتمرير التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يبدو أنّه أصبح وشيكاً، والثاني كيفية احتواءِ الاعتراض “العوني” على هذا التمديد.
وعلى هذا الأساس، ارتفعَت وتيرة الاتصالات العلنية وغير العلنية، بين الرئاستين الثانية والثالثة من خلفية التأكيد على الحفاظ على الجسم الحكومي حتى ولو كان هيكلاً عظمياً، وكذلك بين القوى السياسية، وخصوصاً بين عين التينة والرابية، حيث تسجَّل زيارات وحركة موفدين بين المقرَّين.
وتعكس الاتّصالات بين الرابية وعين التينة ما يمكن وصفُها بـ”الليونة السياسية” بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، وهو أمر تؤكّد عليه أوساط الطرفين.
وتحدّثت مصادر سياسية لـ”الجمهورية” عن مروحة اتّصالات بين الرابية وقوى سياسية وكذلك مع عين التينة ، آملةً في أن تؤدّي إلى إيجابيات وتفاهمات.
وقالت: “الساعات التي تسبق انعقاد اجتماع الـ”تكتّل” عصر الثلاثاء 30 آب، ستكون حافلةً بالاتصالات على غير صعيد، مشيرةً إلى أنّ البحث لا يتركّز فقط على جلسة مجلس الوزراء المقبلة وما يمكن أن يكون موقف “التكتّل” منها بالمشاركة أو عدمها، بل إنّ التركيز هو على طاولة الحوار المقبلة”.
وردّاً على سؤال عن الخطوات العونية التي يمكن أن تتّخَذ في ضوء هذه الاتصالات، قالت مصادر في “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية”: نحن دائماً إيجابيون، وفيما خصّ الاتصالات سنبني على الشيء مقتضاه.
وليس مستبعَداً أن يَصدر عن “التكتل” موقفٌ في سياق خريطة طريق التحرّك التي حدّدها “التيار الوطني الحر” الأسبوع الماضي.