لن تثني مقاطعة وزراء التيار “الوطني الحر” لجلسات مجلس الوزراء، وزير الخارجية جبران باسيل عن التوجه الى نيويورك منتصف الشهر المقبل لتمثيل لبنان في اجتماعات دولية عدة قبل وصول رئيس الحكومة تمام سلام الى هناك لالقاء كلمة لبنان امام الجمعية العامة في دورتها 71 وعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين من دول العالم.
وفي هذا الإطار، أعلنت مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية” ان باسيل سيفتتح غداة وصوله الى نيويورك المؤتمر الذي تنظمه وزارة الخارجية للمغتربين المنتشرين في اميركا الشمالية اي المقيمين في الولايات المتحدة وكندا على مدى يومين في 16 و17 ايلول المقبل وهو حلقة من سلسلة مؤتمرات يقيمها باسيل للمغتربين في أمكنة وجودهم كمؤتمر البرازيل في تشرين الثاني المقبل ومؤتمر آخر يعقد في جنوب افريقيا في العام المقبل.
وسيجول باسيل ايضا في ايلول على عدد من المدن والولايات الاميركية بعدما يرافق الرئيس سلام الى اجتماعات الجمعية العامة وما يواكبها من لقاءات دولية واجتماعات ثنائية منها مؤتمر القمة حول النازحين الذي دعا اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك واجتماع آخر، بدعوة من الامانة العامة للامم المتحدة حول النزوح يعقد في 19 ايلول حيث سيجري استعراض التقرير المثير للجدل الذي اعده الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون والذي صدر في ايار الماضي واستدعى من لبنان موقفا حازما برفض ما ورد في التقرير لجهة “استيعاب النازحين في امكنة وجودهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات، ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولاً الى اعطائهم الجنسي”.
وأفادت المصادر ان وزارة الخارجية هي المعنية الاولى بحشد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على تحمل اعباء ايواء العدد الاكبر من النازحين السوريين مع التشديد على رفض لبنان اي حل سياسي يستثني عودة النازحين الامنة الى ديارهم مع رفض التوطين، مع العلم ان الامم المتحدة حاولت التخفيف من وطأه التقرير بالقول ان القوانين المحلية في كل بلد، لا سيما لبنان، تطغى على اي توجه عالمي، وبالتالي فإن الامم المتحدة لن تقرر اي امر لا تقبله حكومة وشعب الدولة المعنية. لكن هذا التبرير اذا صح، ينطبق فقط على مسألة التجنيس بينما لبنان يرفض ايضا أي شكل من البقاء الطويل للسوريين في لبنان. ويتخوف من عبارة “العودة الطوعية” التي فرضتها الامم المتحدة وتنصلت من طلب لبنان ادراج العودة الامنة على مراحل، وهذا ما سيثيره باسيل الذي يتوجه الى المغتربين اللبنانيين بدعوة معاكسة بالعودة الى وطنهم واغنائه بالكفاءات، ويتوجه في المقابل الى المجتمع الدولي بخطاب حازم حول ما يعتبر تهديدا لهوية وكيان لبنان.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”المركزية”، فإن اجتماعي الامم المتحدة والولايات المتحدة بشأن ازمة النزوح سيخرجان بحل هو استيعاب نازحين مقيمين في لبنان في بلدان اخرى وتوطينهم فيها، كون الامل في عودتهم الى سوريا يبدو بعيدا. وتستعد الولايات المتحدة الى ادخال الدول الراغبة بتجنيس سوريين في اطار معاييرها الخاصة بالتجنيس التي تتغنى بكونها الافضل في العالم حيث كل من تم قبولهم للهجرة اليها منذ احداث 11 ايلول لم يقدم اي منهم على اي عمل مخل بالامن ومصنف في دائرة الارهاب، ويأتي الطرح الاميركي في ظل تساؤل حول ما سيكون عليه الاستقرار العالمي وأمن الدول من خطر متزايد، اذا بقي العالم مكتوف اليدين ولم يلجأ الى توطين مزيد من اللاجئين، لأن التوطين يقلل بشكل روتيني العواقب المحتملة على مجموعة صغيرة من البلدان التي تتحمل حصة غير متكافئة من اكلاف الأزمة.