Site icon IMLebanon

“كهروب” أهمّ مفخّخ سيّارات “داعشي”: لا أعرف عرسال!

 

 

 

كتبت لينا فخر الدين في صحيفة “السفير”:

لا يشبه الصّيت الكبير لواحد من أهم مفخخي السيّارات في لبنان، بالشكل الذي بدا عليه محمّد إبراهيم الحجيري في المحكمة العسكريّة، أمس. هو الذي يُختَصَر باسمه عالم الإرهاب، خصوصاً بعد تنقّله بين أكثر من تنظيم إرهابيّ، قبل أن يستقرّ في أحضان «داعش».

ويضاف إلى ذلك علاقاته الوثيقة مع عدد من أبرز القياديين في التنظيمات الإرهابيّة كأبو عبدالله العراقي وخاله إبراهيم قاسم الأطرش وابن خاله عمر الأطرش (الذي برز اسمه في تفجير الرويس ومات في سيّارة مفخّخة كان ينقلها من جرود عرسال)، وأحمد الأطرش الملقّب بـ «نسر عرسال»، وغيرهم من الأسماء البارزة.

تتراكم الاتّهامات الموجّهة إلى «كهروب» بدءا بانتمائه الى تنظيم ارهابي واشتراكه في تفخيخ سيّارات بطريقة احترافيّة خصوصا أنه كان عمل منذ طفولته في مهنة كهرباء السيّارات، كما شارك في تفخيخ درّاجات ناريّة استخدمت في عمليّات اغتيال وكان آخرها استهداف «هيئة علماء القلمون» وزرع عبوات لاستهداف الجيش، مروراً بإطلاق الصواريخ على الهرمل، وصولاً إلى مراقبة عدد من أبناء عرسال لاتهامهم بـ «التعامل مع أجهزة الدولة اللبنانيّة و «حزب الله»، ليتمّ خطفهم لاحقاً إلى الجرود من دون أن يُعرف مصيرهم، كما حصل مع حسين عز الدين المجهول المصير حتى الآن.

ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، وإنّما كان «كهروب» أيضاً خلف المجموعة التي خطّطت لخطف قاضي التحقيق العسكري فادي صوان من منزله في بيروت، بغية المطالبة بفدية وإطلاق سراح عدد من الموقوفين!

أين السيّارات التي فخّخها «كهروب»

تعتبر إفادة «كهروب» الأوليّة من أهمّ الإفادات التي نطق بها أحد الموقوفين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم في العام 2015، والتي تفوق الـ400 صفحة. روى فيها ابن الـ34 عاماً الكثير من التّفاصيل عن كيفيّة تفخيخ عدد من السيّارات التي تعطّلت أو تعرقل إدخالها إلى لبنان بسبب الإجراءات الأمنيّة أو حتّى ضبطت من قبل الجيش كسيّارة المعمورة (من نوع «شيروكي» اشتراها سامر الأطرش وتمّ تفخيخها في الجراجير) وكان مخطّطاً لها أن تنفجر في أول أيّام عيد الأضحى 2013.

ومن بين هذه السيّارات، سيارة «بونتياك» بيضاء اللون ذات لوحات لبنانيّة، وضع «كهروب» بالتعاون مع «أبو عبدالله العراقي» وخليل اليبرودي حوالي الـ300 كيلوغرام من الـ «تي. ان. تي» في صندوقها، إلّا أنّ العطل الذي طرأ عليها منع نقلها إلى الدّاخل اللبنانيّ.

ولكنّ كميّة المتفجّرات التي وضعت في الصّندوق لم تذهب سدىً، وإنّما استخدمت نصف الكميّة لتفخيخ سيّارة «مرسيدس 600» (شبح) اشتراها عبد الهادي الحجيري وسلّمها إلى سامر البريدي وتمّ نقلها إلى منطقة الجراجير، حيث تمّ تفخيخها من قبل «كهروب» وسامي وسامح البريدي ومحمّد أمين غورلي و «نسر عرسال.

وفي هذه العمليّة، ظهرت احترافيّة التفخيخ، إذ وزّعت كميّات الـ «تي. ان. تي» ببراعة في «تابلو» السيّارة وأبوابها، وتمّ تجهيز هاتف كي يتمّ التفجير عبره، غير أنّ الإجراءات الأمنيّة صعّبت وصولها لتبقى السيّارة في جرد الزمراني، تماماً كالسيّارة التي فخّخت من نوع «جي. ام. سي بلايرز» بعد أن تمّ تكليف أحد السوريين بمراقبة طريق اللبوة مقابل 2000 دولار لتفجيرها هناك.

«لا أعرف إبن خالي»!

وبرغم هذه الاعترافات التي جاءت على لسان الحجيري و «البروفيل» الممتلئ بالتّهم الإرهابيّة، بدا «كهروب» بالأمس خائفاً، يداه ترتجفان تماماً كصوته. لا ينفكّ يتوجّه إلى رئيس المحكمة العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم بالقول: «سيدنا» أو «سيدي» باللكنة السوريّة.

أكثر كلمة تكرّرت على لسانه هي «لا أعرف» على مدى حوالي السّاعة من الاستجواب، إلى حدّ نفي معرفته بطرق عرسال وبجميع أبناء عرسال وبينهم ابن خاله عمر الأطرش، مشيراً إلى أنّه عاش طوال حياته خارج عرسال وسافر إلى توغو الأفريقيّة قبل أن يعود ويستقرّ في مسقط رأسه في العام 2013.

وهكذا صار كلّما سئل عن اسم، يصدح صوته: «لا أعرفه»، لينفي كلّ إفادته الأوليّة التي تضمّنت تفاصيل ووقائع عن الكثير من عمليّات التفخيخ وإطلاق الصواريخ، ليشير إلى أنّ هذه الافادة كانت «تحت الضرب والتّعذيب، وأنا كنتُ مصاباً (بعدما أطلق النّار على دوريّة الجيش التي ألقت القبض عليه ثمّ ردّت الأخيرة بالمثل وأصابته)»، مشدّداً رداً على قول العميد إبراهيم أنّه «عندما نقول إرهاب، نقول محمّد إبراهيم الحجيري»، بالقول: «لو كنتُ كذلك، لما بقيتُ في عرسال».

سريعاً، غسل «كهروب» يديه من خاله إبراهيم قاسم الأطرش الذي شكّل مجموعتي «جند الحق» و «لواء الحقّ» ثمّ انتمى إلى «داعش» وصار يعمل في تفخيخ السيّارات وقبلها في تجارة الأسلحة، إذ لفت الانتباه إلى أنّ خاله كان يتردّد عليه باستمرار إلى محلّه وكان يخبره القليل عن أفعاله.

«لا أعرف»هي كلمة السر التي من خلالها لا يريد «كهروب» التورط في اعترافاتٍ لا يريد أن ينطق بها، إلى حدّ إشارته إلى أنّ لقب «كهروب» يحمله منذ طفولته بسبب صوته وليس بسبب احترافه مهنة كهرباء السيّارات وتفخيخها.

وحدها روايته أنّ «نسر عرسال» كان يتواصل مع أحد الأشخاص في الخارج ويدعى «أبو أحمد» عبر «سكايب» كي يرسل له الأموال هي التي أكّدها، قبل أن يعود وينكر أنّه هو الذي استلم الأموال من أحد مكاتب التحويل وذلك بغية شراء صواريخ لإطلاقها على اللبوة، بحسب ما قال في إفادته الأوليّة.

وبـ «لا أعرف» أنهى «كهروب» استجوابه الأوّل الذي أرجأه العميد إبراهيم إلى 19 تشرين الأوّل المقبل، حيث ستخصّص الجلسة لاستجوابه بتهمة تفجير مقر «هيئة علماء القلمون» في عرسال وآلية عسكريّة في عرسال، بالإضافة إلى فشل عمليّة خطف القاضي صوّان.